“شيك مفتوح.. واخرج من المنزل” .. حكاية المقدسي وليد عطية وثباته بأرضه
القدس المحتلة - القسطل: على بعد أمتار قليلة، يعيش المقدسي وليد عطية “أبو خالد” بين المحتلّين لأرضه ووطنه، حاولوا على مدار سنوات طويلة أن يُخرجوه من منزله في بلدة بيت صفافا جنوبي غرب القدس، وباءت محاولاتهم بالفشل، حتى هُدم البيت بشكل مباغت.
في الخامس عشر من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، تفاجأ “أبو خالد” بقوات إسرائيلية تُحيط منزله، وبآخرين يخلونه وأولاده من مكان عاشوا فيه أكثر من 11 عامًا، ولم يُسمح لهم حتى بتفريغ المنزل وإخراج محتوياته.
يقول عطية لـ”القسطل”: “جاؤوني بشكل مفاجئ، ولم يسمحوا لي حتى بتفريغ المنزل، وشرعوا بالهدم فوق الأثاث والمقتنيات وكتب الدراسة الخاصة بأبنائي”.
ويُضيف أنه منذ عام 2006 وحتى هذا العام، حاول مرارًا استصدار ترخيص بناء لمنزله الذي تذرّعت بلدية الاحتلال بأنه “غير قانوني”، لكنّ الحقيقة أكبر من ذلك.
عطية يعيش على بعد أمتار قليلة من مستوطنة “جيلو”، حاول الاحتلال إغراءه بالمال، شيكات مفتوحة، يحدّد المبلغ الذي يُريده مقابل الخروج من منزله (400 متر مربع) وأرضه التي تبلغ مساحتها 50 دونمًا، لكنه لم يخضع.
كلّها كانت محاولات لطرده من أرضه، لصالح البناء في مستوطنة “جيلو”، لكنه ثَبَت، ودفع مخالفات عالية خلال السنوات الماضية حتى جاء أمر الهدم المفاجئ رغم عدم البتّ في قضية المنزل بعد.
يقول “أبو خالد”: “إنه منذ أن هدم الاحتلال له منزله، وهو يبحث عن مأوى له ولزوجته وأولاده السبعة (أكبرهم 17 عامًا وأصغرهم لم يبلغ الثالثة)، بعدما شرّدهم، حيث أن جزءًا منهم في بيت والدي، والآخرين في بيت عائلة زوجتي”.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي هدم وأجبر على هدم أكثر من 120 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في القدس المحتلة منذ بداية العام الجاري 2020.