سليمان اغبارية.. عاشق الأقصى الذي يصارع الموت من أجل الحياة
القدس المحتلة - القسطل: في السابع من شهر كانون ثاني/ يناير الجاري تعرّض القيادي السابق في الحركة الإسلامية (الشمالية) د.سليمان إغبارية (63 عامًا) لإطلاق نار استهدف مركبته من قبل مجهولين في مدينة أم الفحم المحتلة.
أُصيب اغبارية على إثرها بعدّة طلقات نارية في جسده، حيث تم نقله لأحد مشافي الاحتلال بالداخل في حالة خطيرة، لكنّه اليوم تجاوز مرحلة الخطر بحسب ما أفاد به الشيخ كمال الخطيب رئيس لجنة الحريات بالداخل الفلسطيني ونائب رئيس الحركة الإسلامية سابقًا.
وأوضح لـ”القسطل” أن وضع الدكتور جيّد اليوم بفضل الله، بعدما تجاوز مرحلة الخطر، حيث قام بزيارته والاطمئنان عليه أمس، وقال إن الأطباء يعتبرون بأن ما حصل معه كرامة من الله، وسرعة تماثله للشفاء كانت بمثابة معجزة طبية، في ظل الإصابة البالغة التي تعرّض لها.
وأكد أنه رغم تعافيه إلّا أنه يحتاج إلى رحلة علاج وعدة عمليات جراحية لاستكمال عافيته.
الدكتور اغبارية كان أحد عشّاق المسجد الأقصى المبارك، الذي حرمه الاحتلال منه مؤخرًا وأبعده عنه بقرارين مدة كل واحد منهما ستة شهور متتالية، بقرار من شرطة الاحتلال.
يقول الشيخ الخطيب: “إن اغبارية كان رائدًا في كل مشروع لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتخصّصَ في مرحلة معينة وكُلّف بهذا الملف، لافتًا إلى أنه من السبّاقين منذ بداية التسعينيات لتأسيس جمعية الأقصى للدفاع عن المقدسيات الإسلامية.
وأوضح أن جمعيات ومؤسسات أخرى أقيمت عقب ذلك، مثل؛ البيارق، الأقصى، القدس للتنمية، مسلمات من أجل الأقصى، وكانت كلها مؤسسات تخدم القدس والمسجد الأقصى لكن كلٌّ في اختصاصه، واغبارية كان يركّز كل هذا العمل من أجل إعطاء أكبر قدرٍ من الدعم والخدمة للمسجد الأقصى وللقدس وأهلها، كونهم حراس المسجد والمدافعين عنه.
عام 2003 تعرّض اغبارية للاعتقال على يد قوات الاحتلال على خلفية ملف “رهائن الأقصى”، حيث اتهم الاحتلال المعتقلين آنذاك بالتواصل مع جهات بنظر السلطات “الإسرائيلية”، “معادية”، وهي في الحقيقة مؤسسات قانونية تعمل في وضح النهار، لكن الملف كان يدور حول دورهم في المسجد الأقصى، بحسب الشيخ الخطيب، وعلى إثر هذا الملف سُجن الدكتور اغبارية لمدة عام ونصف.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت اغبارية مجدّدًا عام 2016 على خلفية ملف آخر اسمه “عشاق الأقصى”، وذلك عقب حظر الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، واتّهم بأنه ما يزال يدير أعمالًا في خدمة القدس والأقصى، واستمرارية لمشروع الحركة الإسلامية، واعتُقل وقتها لعدة أشهر.
كان الدكتور اغبارية عاشق للمسجد الأقصى، لا يمر عليه إثنين وخميس إلا ويكون إفطاره في المسجد الأقصى (صيام)، وكان كثيرًا ما يؤدي صلاة الفجر خاصة يوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، إلى أن أبعده الاحتلال عنه ظُلمًا.
اليوم، محبّو الدكتور اغبارية ينتظرون عودته وتماثله للشفاء التام، بعدما تعرّض للحادث المؤسف في ظل ارتفاع وتيرة الجرائم والعنف في الداخل الفلسطيني المحتل.