"أبو هريرات الأقصى".. في ذمّة الله وذكراه في قلوب محبّيه

"أبو هريرات الأقصى".. في ذمّة الله وذكراه في قلوب محبّيه

القدس المحتلة - القسطل: غسان رفقي، المعروف والملقّب بـأبو هريرات الأقصىأوأبو هريرة، كان يُطعم العصافير والحمام والقطط الموجودة في المسجد، وكانت تلك الحيوانات تعرفه، فما إن يدخل لباحات الأقصى، حتى تراها قد أتت من كل حدب وصوب، تلحقه، ثم تتجمّع حوله، حتى تجلس جميعها بجانبه منتظرةً ما يخبّئه.

كان يقول كما قال رسولنا محمد عليه السلام عن القططأكرموهنّ فإنهنّ الطوافون والطوّافات، وداوم على تلك العادة لأكثر من ثلاثين عامًا. في القديم كان يأتي بمركبته الخاصة للمسجد الأقصى يوميًا، لكن.. بعد تعرّضه لحادث سير وتضرّر مركبته، أصبح يأتيه من خلال الحافلات، ومدّة سفره تصل ما بين ساعة ونصف إلى ساعتين من الداخل المحتل إلى القدس المحتلة.

كان يحمل حقيبته وبعض الأكياس، كيس لطعام الطيور، وآخر للقطط، والحقيبة دائمًا مليئة بالسكّاكر والحلويات والألعاب، فكلّما مرّ عن مصلٍّ أو طفل، مدّ يده إليه مقدّمًا أي شيء، فيحظى بالدّعاء وهو لا يسعى لشيء غيره.

العم أبو أيمن من بلدة عارة في الداخل الفلسطيني المحتل، كان يشدّ الرحال للمسجد الأقصى ثلاث مرات أسبوعيًا، أو فلنقل حسب استطاعته، يُرابط، يتعبّد، يحدّث هذا وذاك، يعرفه أهل الأقصى جميعهم. قبل عدّة أسابيع جاء كعادته للمسجد وكأنّه جاء مودّعًا، ثم بعد عدّة أيام من عودته لبلدته، تم الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا.

محبّو العم أبو أيمن طلبوا من الجميع أن يدثّروه بدعائهم كي يتجاوز محنته، ويُقاوم ذلك الفيروس اللعين الذي سرق الأحباب، حتى تم الإعلان ليلة أمس عن وفاته متأثّرًا بالفيروس.

ضجّ خبر وفاته في كل منصات التواصل الاجتماعي، أمس، كلٌّ كتب عنه بطريقته، وذكر مواقف جمعته بهم في المسجد الأقصى، نشروا له صوره والقطط والحمام حوله، وأعاد الصحفيون نشر تقاريرهم عنه.

الشيخ سعيد ملحم القلقيلي أحد أئمة المسجد الأقصى، قال عنه: هو أحد أعمدة الأقصى وشيخ المرابطين فيه، يحبه أهلُ الأقصى وأطفاله وهريراته وطيوره، كان يأتي من شمال فلسطين باستمرار ليرابط في المسجد الأقصى، ينكأ عدوًّا ويسر صديقًا، كم أهداني -رحمه الله- من زجاجات العطر والخواتم والابتسامات والدعوات، رحمه الله رحمة واسعة ، وجمعنا به في الفردوس الأعلى.

قالت عنه الصحافية المقدسية جمان أبو عرفة: بدون مبالغة، كان رجلًا ربانيّا، يشع وجهه نورًا وراحة، ذلك الرجل الطيّب الذي أحبه كل من التقى به؛ بشرًا أو حيوانًا أو طيرًا، أوجعت قلوبنا برحيلك يا أبا أيمن، يا أبا هريرات الأقصى.

والصحافية رناد الشرباتي كتبت: صديق الجميع، شيخ العطاء، راسم الابتسامة، من يعرف "غسان يوسف" ولم يمنحه هدية أو قطعة حلوى من حقيبته أو جيوبه الممتلئة بالهدايا للصغار والكبار وطعام للقطط والطيور في المسجد الأقصى؟.

كان يشد من عزائم المرابطين والمبعدين طوال سنوات، وقبل عدة أسابيع، صلّى آخر جمعة له في الأقصى، ورآني مبعدًا حزينًا خارج الأبواب، فأوصاني بالثبات، وبشّرني بحتمية العودة للأقصى، ثم غادر مسرعًا إلى الداخل المحتل، بعدها بأيام قليلة أعلن إصابته بفيروس كورونا، والليلة توفاه الله، هذا ما قاله مدير قسم المخطوطات في المسجد الأقصى والمُبعد عنه رضوان عمرو.

وأم عزام إحدى المقدسيات قالت عنه: صاحب الابتسامة الجميلة، المعطاء، طيب القلب، كان جابراً للخواطر، صانعاً للابتسامة، محبًا للأقصى وأهله، رؤوف بالحيوانات والطيور وبالأطفال، كان معطاءً ويحب إطعام الحيوانات وإعطاء الهدايا للصغير والكبير، كان مرابطاً وسيظل بإذن الله ثواب وأجر الرباط ممتدًا.

وهذه بعض المنشورات التي نشرها فلسطينيون عن العم "أبو أيمن" عبر موقع "فيسبوك":

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: