مُبادرة الخيْر لأهل الخير في العاصمة المحتلّة

مُبادرة الخيْر لأهل الخير في العاصمة المحتلّة

القدس المحتلة - القسطل: كعادتهم أهل المدينة المقدّسة المحتلة يُحاولون إسناد بعضهم البعض، خاصة تجار البلدة القديمة، الذين لا يتوقّف الاحتلال عن مضايقتهم وملاحقتهم بالضرائب ناهيك عن محاولة تفريغ العتيقة من المتسوّقين المقدسيين من خلال إجراءات المضايقة والتفتيش المستمرّة بغية السيطرة عليها بشكل كامل.

طُرحت من قبل عدّة مقدسيين مُبادرة جميلة سُرعان ما انتشرت دعواتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تلك المبادرة تقوم على التعاضد والتراحم بين أبناء المدينة من أجل إسناد تجار البلدة القديمة الذين تضرّروا بفعل الإغلاقات المستمرّة من قبل حكومة الاحتلال.

فأسواق شرقي القدس استمرّت في إغلاق أبوابها، في حين أن أسواق غربي المدينة اليهودية بقيت مفتوحة والحياة فيها طبيعية رغم قرار الإغلاق، وبدا التمييز واضحًا في تعامل شرطة الاحتلال مع التجار في المنطقتين، فنظام المخالفات طُبّق على تجار القدس الفلسطينيين، ولليهود كان عناصر الاحتلال يرسمون الابتسامة ويوزّعون الكمّامات بحسب ما أفاد به العاملون الفلسطينيون في تلك المناطق لـالقسطل في تقارير سابقة.

المُبادرة التي طُرحت تقوم على حصر كل عائلة فلسطينية مقدسيّة لوازم بيتها وحاجيّاتها الأسبوعية أو الشهرية من خضار وفواكه ومونة ولحوم وأسماك وعطارة، إلى جانب الملابس والانطلاق لشرائها من البلدة القديمة في القدس.

المبادرون أكدوا أن هذه المبادرة هدفها مساعدة الإخوة التجار وعائلاتهم بالعودة السريعة وتعافي المصالح التجارية سريعًا قدر الإمكان.

وأوضحوا أن جميع العائلات استمرّت في شراء حاجيّاتها وقت الإغلاق من المحال القريبة منها، لكنها دعت إلى تخصيص الشراء هذا الشهر من محال البلدة القديمة، كما دعوا التجار إلى استقبال الزبائن بأسعار منافسة.

وأطلق المقدسيّون على هذه المبادرة اسم المقدسي من سكنت القدس قلبه لا من سكن القدس، وأطلقوا وسمًا بهذا الاسم أيضًا #المقدسي_من_سكنت_القدس_قلبه_لا_من_سكن_القدس . 

الكاتب والصحفي المقدسي راسم عبيدات قال إن القدس عامة والبلدة القديمة خاصة عاشت أوضاعاً اقتصادية وتجارية صعبة، حيث خضعت خلال الإغلاقات الثلاثة منذ آذار وأيلول من العام الماضي 2020، ومنذ ما بعد النصف الثاني من شهر كانون ثاني 2021 وحتى يوم غد الأحد لأطول فترات من الإغلاق.

وأوضح أن المسألة ليست قصراً على الإغلاق، بل عمد المحتل إلى منع سكان القدس من غير حملة هوية البلدة القديمة من الدخول إليها أو حتى الصلاة في المسجد الأقصى، ما عمّق من الأزمتين التجارية والاقتصادية في القدس والبلدة القديمة، خاصة وأن الحركة السياحية التي يعتمد عليها أكثر من 400 تاجر من تجار التحف الشرقية وما يعتمد عليها من مطاعم ومقاهي بقيت هي الأخرى مشلولة.

وأضاف أن ما يمارسه الاحتلال من تضييقات عبر حواجزه الأمنية الثابتة والمتحركة، وما يقوم به من عمليات تفتيش مذلة بحق الفتيان والشبان الفلسطينيين، يزيد من سوء الأوضاع، إلى جانب ما أسماه عبيداتبلطجات وزعرنات المستوطنين سواء في البلدة القديمة أو في ساحات الأقصى.

وبيّن أن هذه الأوضاع مجتمعة دفعت بالعديد من التجار إلى إغلاق محالهم التجارية، لأن كلفة فتحها أضحت تزيد على كلفة إغلاقها، ومنهم من هجر التجارة للعمالة لكي يأتي بقوت أولاده، ومنهم من نقل مركز حياته إلى خارج البلدة القديمة والقدس، فالقدرة على البقاء والصمود كلفتها عالية.

ودعا عبيدات كل أبناء شعبنا في القدس والداخل الفلسطيني المحتل وكل أحرار هذا الشعب للقيام بأوسع عمليات شراء من تجار البلدة القديمة، ليس فقط من منطلقات وطنية في تعزيز صمودنا ووجودنا في بلدة تتعرض للتهويد ويسعى الاحتلال للسيطرة عليها، بل لذلك بعد إنساني وأخلاقي وقيمي وعلاقة بالتضامن والتكاتف وتثبيت الوجود نحو أوسع مؤازرة ودعم لتجار البلدة القديمة في القدس.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: