قبّة سليمان.. إحدى معالم الأقصى الواقعة وسط الساحات الشمالية
القدس المحتلة - القسطل: تقع قبّة سليمان شمال المسجد الأقصى، بالقرب من باب “الملك فيصل”، حيث يحيط بها حقل من أشجار الزيتون، وهي بناء مثمّن بداخله صخرة طبيعية ثابتة لذلك أسماها بعض المؤرخين قبة الصخرة الصغرى.
يذكر المؤرخ المقدسي مجير الدين الحنبلي 900 هـ/ 1495م أن القبة من بناء الأمويين، ويبدو أن القبة القديمة هُدمت وأعيد بناؤها بعد التحرير الأيوبي حيث تتشابه من ناحية معمارية مع قبّة المعراج الأيوبية.
يوضح الباحث إيهاب الجلاد في كتاب “معالم المسجد الأقصى” أن القبّة تقوم على بناء مثمّن طول ضلعه 2.4 م فوق مسطبة بابها في الجهة الشمالية يقابلها محراب.
ويحمل القبّة 24 عمود رخام وتمتاز بتصميم فريد حيث إنه في كل واجهة يوجد قوس يشبه عقد باب حُوّل إلى ناقذة، وفوق كل قوس توجد نافذة صغيرة تشبه المحراب، وبذلك يكون عدد النوافذ 16 نافذة.
تتشابه قبّة سليمان وقبّة المعراج في الشكل المثمّن والأقواس “العقود” التي تحوّلت إلى نوافذ، إلّا أن أعمدة الرّخام التي تحمل العقود في قبة سليمان لا تظهر من الخارج كما أن قبتها لا تعلوها قبة صغيرة مثل قبة المعراج.
سبب التسمية ..
توجد روايتان لسبب تسمية قبّة سليمان بهذا الاسم، الرّواية الأولى؛ أنّ الأسماء التي أُطلقت على بعض القباب في المسجد الأقصى كانت تيمّناً بأسماء الأنبياء الذين صلّوا خلف النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- فهناك قبّة موسى وقبّة النبي، وهذه التسمية تيمّناً بنبي الله سليمان، فأطلق عليها الأيوبيين قبّة سليمان لنيل البركة، وليس لسليمان علاقة بها من قريب أو بعيد.
أمّا الرّواية الثّانية، أنّ سليمان بن عبد الملك أخذ البيعة للخلافة في هذه القبّة، وأنّه أسّس هذه القبّة منذ الفترة الأمويّة ثمّ هُدمت وأنشئت في زمن الأيوبيين وحملت نفس اسم “سليمان”.
والرّاجح أنّ التسمية أطلقت للتبرّك باسم النبي وذلك لأنّ سليمان أخذ البيعة في قبّة السلسلة والصخرة وليس في هذا المكان.
تُستخدم القبّة اليوم كمقرٍ للواعظات داخل المسجد الأقصى المبارك تحت مسمّى “قسم الشؤون النسائية”.