بيوتهم مستشفياتهم.. من ترك قرى وبلدات القدس بلا علاج؟

بيوتهم مستشفياتهم.. من ترك قرى وبلدات القدس بلا علاج؟
القدس المحتلة - القسطل: تعاني قرى شمال غرب القدس وبلداتها من تهميش من طرف وزارة الصحة رغم المناشدات التي تطلقها البلديات والمؤسسات في هذه المنطقة، وعلى مدار أيام حاول موقع "القسطل" التواصل مع وزارة الصحة الفلسطينية لسؤالها عن سبب تهميش بلدات وقرى القدس خاصة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات فيها، ولكن دون استجابة. ماذا عن الوضع الوبائي في شمال غرب القدس؟ موقع القسطل تواصل يوم أمس مع رئيس بلدية بدو، سالم أبو عيد، الذي أكد أن قرى شمال غرب القدس تعاني من إهمال وتقصير من طرف الجهات الحكومية رغم ارتفاع عدد الإصابات في هذه المنطقة بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة. مضيفا أن عدد الإصابات في شمال غرب القدس وصل إلى 284 حالة نشطة، من بينها 84 في بيرنبالا، 48 قطنة، 38 بدو، 14 الجديرة، 14 بيت عنان، 7 بيت دقو و7 في بيت إجزا. وأوضح أنه يتم إعادة بعض المصابين من قبل مستشفى هوجو تشافيز ومجمع فلسطين الطبي، حيث لا يتم استقبالهم ويتم توجيههم للبقاء في بيوتهم واستخدام أجهزة التنفس هناك، وهو ما لا توفره الحكومة ولذلك لجأت البلديات إلى حملات لشراء هذه الأجهزة. وأشار أبو عيد إلى أن “البلدية اشترت 17 جهازا وزعت على مصابين في بلدة بدو، ولم تقدم إلينا مساعدات من الجهات الرسمية، وللأسف بدل من دعمنا، اتصل بنا أحد المراكز التابع لوزارة الصحة من أجل تزويدها بجهاز تنفس من التي اشترتها البلدية مؤخرا”. موضحا أن “المنطقة تعاني من تهميش كبير في ظل وضع صعب، وتخيّل أن الإسعاف الموحد لا يمتلك جرة أكسجين في سيارات الإسعاف، ورغم تواصلنا مع عدة جهات من أجل تعبئة عبوات الأكسجين، فإن ذلك لم يتحقق، رغم أنه يتم تعبئة عبوات الإسعاف التابع للقطاع الخاص”. شمال شرق القدس.. أحسن حالا؟ غالبية مرضى فيروس كورونا في بلدة عناتا شمالي شرق القدس المحتلة، يُعالجون داخل منازلهم فلا المشافي في رام الله باتت تستوعب حاجة الأعداد الكبيرة من المُصابين بالفيروس لدخولها، ولا الاحتلال يسمح لهم بدخول مشافي شرقي القدس للعلاج فيها كما يقول رئيس بلدية عناتا طه نعمان في حديثه لـ”القسطل”: “مرضى كورونا في عناتا لا يوجد لهم أي مكان في حال احتياجهم للعلاج في المشافي، سوى “هوغو تشافيز” أو “مجمع فلسطين الطبي” في رام الله، ومشافي شرقي القدس التي حُرمنا من العلاج فيها”. ويضيف أن أهالي عناتا ممن يحملون الهوية الفلسطينية حُرموا من العلاج في القدس بسبب الاحتلال أولًا، والمعيق الثاني هو عدم وجود تحويلات من قبل السلطة الفلسطينية إلى مشافي القدس، وبالتالي لا يتم تحويل مرضى كورونا للمطلع أو المقاصد مثلًا، مؤكدا أن غالبية أهالي عناتا ممّن كانوا بحاجة لدخول المشفى إثر إصابتهم بفيروس كورونا، عالجوا أنفسهم في بيوتهم وعلى نفقتهم الخاصة من شراء الأكسجين وجهاز الضغط والحرارة والأدوية اللازمة. وعن تجربته الشخصية، يقول نعمان لـ لقسطل": “أُصبت بفيروس كورونا، خلال الأيام الأولى لم يكن هناك أية أعراض علي، لكن الصحة لم تسأل بي لا من خلال اتصال هاتفي أو عبر رسائل الجوال، لكنّ الأمر ازداد سوءًا، وأُصبت بالتهابات حادة على الرئة، وبقيت 13 يومًا على الأكسجين أُعالج نفسي في بيتي، وأتابع مع عدد من الأطباء عن بُعد إما عبر الماسنجر أو الواتس اب”. وقال: “نعم.. كانت لدي القدرة على شراء جهاز أكسجين وأدوية وعلاج، لكن هناك الكثير لا يستطيعون ذلك!”. ماذا عن المراكز الطبية في عناتا؟ .. لا يوجد  أي مركز تابع للسلطة الفلسطينية بالبلدة من المعروف أن أهالي بلدة عناتا بعضهم يحمل الهوية “الإسرائيلية- الزرقاء”، والبعض الآخر يحمل الهوية الفلسطينية، ففي البلدة لا يوجد أي مركز تابع للسلطة الفلسطينية بحسب نعمان، مضيفا أن مرضى كورونا ممّن يحملون الهوية “الإسرائيلية” يُعالجون في مراكز تابعة لصحة الاحتلال مثل “كلاليت، ميئوحيدت..”، لكن من يحمل الهوية الفلسطينية فأمامه خيارين إمّا أن يُعالج في مشفى رام الله وهوغو تشافيز، أو مشافي شرق القدس، لكن لا يوجد تحويلات كما ذكرنا سابقًا. ويشير إلى أن البلدية تمكنت من بناء مركز طبي بمواصفات أوروبية من خلال تمويل الـUNDP بقيمة 282 ألف دولار قبل نحو خمس سنوات، حيث قُدّم لوزارة الصحة لتشغيله، لكن حتى اليوم كانت ردود الوزراء المتعاقبين، أن السلطة غير قادرة على تفعيل المركز بحجة عدم وجود كادر طبي، معقبا على ذلك قائلًا: “من حق 30 ألف مواطنًا في عناتا من حملة الهوية الفلسطينية أن يُعالجوا في بلدتهم، ودور الوزارة تأمين مركز طبي لهم ما دامت غير قادرة على تأمين العلاج لا في القدس بسبب الاحتلال ولا في رام الله بسبب عدم قدرة المشافي على تحمّل الأعداد الكبيرة التي تصلها”. وبسبب ضعف أداء وزارة الصحة في تشغيل المركز الطبي الممول من الـUNDP، لم تستطع البلدية إقامة أي مشروع في عناتا خلال الخمس سنوات الماضية، حيث قالت إنه كان بالإمكان إقامة متنزه أو حديقة للأطفال بدل المركز الطبي الذي لم يُشغّل حتى اليوم.    
. . .
رابط مختصر
Bader

هيئة التحرير

مشاركة الخبر: