قبّة عشّاق النبي .. مهوى الأفئدة ومكان اجتماعٍ للذِكْـر
القدس المحتلة - القسطل: نُكمل معكم اليوم ضمن سلسلة “القباب” في المسجد الأقصى المبارك، التعريف بإحدى القباب التي يعشقها أطفال الأقصى، وتجتمع بها العائلات المقدسية، وتفطر فيها وتؤدي عباداتها فيها أيضًا، هي قبة “عشاق النبي”.
تُسمى هذه القبّة أيضا “إيوان السلطان محمود”، بحسب ما ذكره الباحث إيهاب الجلاد في كتاب معالم المسجد الأقصى، وتقع قبة عشاق النبي في الجهة الشمالية للمسجد بجانب الطريق الموصل إلى باب شرف الأنبياء.
هي قبة قديمة التأسيس، يعود تاريخ البناء الحالي إلى عام ۱۲۳۳ هـ/ ۱۸۱۷ م، في عهد السلطان العثماني محمود الثاني كما يفيد النقش على الواجهة الشمالية الغربية، ولهذا تعرف باسم إيوان السلطان محمود.
يقول الجلاد أن الرحالة ناصر خسرو ذكر في زيارته للمسجد الأقصى عام ٤٣٨هـ/ ١٠٤٧م، وجود قبة تسمى “قبة يعقوب” في موقع القبة نفسه، وذكر وجود جماعة من المتصوفة تسكن قرب باب المسجد، في العصر المملوكي أقيمت مدرسة الدودارية عند باب شرف الأنبياء من الخارج وكانت مسكنًا للمتصوفة، اعتاد بعض شيوخ الصوفية الاجتماع للذكر تحت القبّة، قديمًا وحديثًا، لذا اشتهرت بین الناس باسم “قبة عشاق النبي”.
القبّة عبارة عن مبنى مربع الشكل طول ضلعه ثمانية أمتار ونصف المتر، قائم على أربع دعائم ركنية تحمل أربعة عقود مدببة تعلوها قبة ضحلة.
والمبنى مفتوح الجوانب، وبه محراب حجري مجوف جميل (أقدم من بناء القبة) في وسط الجهة الجنوبية، كما يصفها الجلاد.
يصعد إلى صحن هذه القبة من خلال ثلاث درجات من الجهتين الغربية والشرقية، وأرضيتها مبلطة بالحجر، وعلى حوافها الأربع أعمدة نائمة (أفقية) يبدو أنها وضعت في زمن متأخر كمقاعد.