رائد أبو حمدية وأحمد سعادة.. يدخلان عامًا جديدًا وسط مؤبدات مدى الحياة
القدس المحتلة - القسطل: أعوامهم الجديدة ليست كأعوامنا التي نبدأها بكعكة وشمعة وأمنية بين الأهل والأصدقاء، وإنّما يبدأونها من داخل السجون وألم البُعد عن الصّحب والعائلة، أعوامٌ لعدٍ تنازلي قد يطول وقد يقصر، لكنّ الأمنية الوحيدة التي تُرافقهم في كل مرّة “الحريّة”.
يدخل الأسير المقدسي رائد صالح أبو حمدية (48 عاماً) عامه الاعتقالي الـ25 في سجون الاحتلال، حيث اعتُقل في الثالث من شهر نيسان عام 1997.
اتّهمه الاحتلال بالعضوية في “خليــة صوريـف” التابعة لـ”كتائــب الشهيـد عــز الــدين القــسّام”، وعقب التحقيقات والجلسات في المحاكم، صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة، مؤبد لأربع مرات.
تنقل الأسير المقدسي أبو حمدية في كافة معتقلات الاحتلال، وهو محتجز اليوم في سجن “ريمون” الصحراوي الذي أُغلق لفترة بسبب انتشار وباء “كورونا” فيه بشكل كبير بين صفوف الأسرى.
أبو حمدية كان من بين المُصابين بفيروس “كورونا”، وكتب عمّا حصل في السجن بالتزامن مع انتشار الوباء “محنة في جوف المحنة”:
وصل الشر المنتظر، اجتاح الوباء السجن واستباح الأجساد غير آبهٍ بمرار السنين الذي يسكنها.
مسحة، ثم انتظار القوائم التي نحلم بها ليل نهار، لكن ليس على هذا الغرار!
فصلٌ وعزل في ظروف قاسية، شيخ على أبواب الستين يئن ولا حاضن له إلا الألم، وشباب بأجساد منهكة، هذا يسير كالشيخ الكبير، وذاك يلزم السرير، وآخر يسقط مرتطماً بعد فقده لوعيه، وعلى وجه السرعة بعد ساعة يأتي السجان يسأل عن حاله، وقد استعاد وعيه وسكنه الألم.
لا غذاء ولا دواء يساند، وبردٌ يزيد الجسد معاناة.
شكونا ألمًا لقائدٍ، الوباء جزء من الحياة، والانتخابات ما يشغلنا الآن، هكذا أجاب..
وباءٌ أصاب الملايين، لا نتميز عنهم إلا بالإهمال واللامبالاة، وموقف مسؤول يزيد الألم ألماً ..
خلال العام الماضي 2020 أطلق أبو حمدية كتابه تحت عنوان "همسات من وحي المكان"، الذي يتحدّث فيه عن تجربة الأسير مع الاعتقال، وعن ظروف السجن، وأحداث وقعت خارج أسوارها، حيث تتحدث فصوله عن مواقف شخصية مر بها الأسير ومعتقلون آخرون.
أما الأسير المقدسي أحمد عادل جابر سعادة (41 عامًا) دخل الخميس الماضي، عامه الاعتقالي الـ19 على التوالي داخل السجون، حيث اعتُقل في الأول من شهر نيسان عام 2003 على خلفية نشاطه العسكري المقاوم.
أصدرت محكمة الاحتلال بحقه حُكمًا بالسجن لـ13 مؤبدًا، وتنقل في كافة السجون، وهو محتجز في “ريمون”.
في العام الماضي تعرّض سعادة لانتكاسة صحية إثر اصابته بجلطة دماغية مفاجئة، نُقل على إثرها إلى مشفى “سوروكا الإسرائيلي” في مدينة بئر السبع تحت حراسة مشددة وهو مقيد في سريره، حيث أُجريت له عملية جراحية.