حواجز وسواتر باب العامود.. السؤال الإسرائيلي والإجابة المقدسية

حواجز وسواتر باب العامود.. السؤال الإسرائيلي والإجابة المقدسية
القدس المحتلة - القسطل: منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، شهد باب العامود في القدس المحتلة مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي نصبت حواجزها وسواترها الحديدية ومنعت التجمعات في المكان، وأصبح للصورة في القدس شقين: عبادة ومواجهة.  قبل يومين وبدون مقدمات، تراجع الاحتلال عن ما استحدثه في باب العامود، وسحب حواجزه وسواتره الحديدية من المكان، لكن بعد ساعات عاد ونصبها مرة أخرى في سلوك يبدو تفسيره مركبا في مدينة  يبدو كل طرف فيها شديد الحساسية للمتغيرات في الزمان والمكان.  التفسير التقليدي لما جرى هو محاولة إسرائيلية لفرض أمر واقع جديد في القدس، ومحاصرة الحضور الفلسطيني، ومنع أي مظاهر ثقافية تدلل على هوية المدينة، وهو تفسير يستند للرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية المرتكزة على تهويد الأرض ومعالمها، ليلها ونهارها، هوائها وثقافتها.  من المعروف أن "إسرائيل" تعتمد أحيانا على السلوك الأمني للخروج باستنتاجات وخلاصات حول الوعي الجمعي، وتأثير نشاطاتها وسلوكها المتراكم والمتزامن. هذا في ضوء أنها شديدة التركيز على أسرلة هذا الوعي، وتضخ خطابا وأموالا ورجالا في هذا المشروع، وكأنها في أول يوم من رمضان كتبت أسئلة برسم الحواجز: "أين وصلنا وماذا حققنا؟".  الإجابات المقدسية لا تزال محملة بالمواجهة، فلم يهدأ باب العامود، ويتلقى المراقبون الإسرائيليون في كل مساء يوم من أيام رمضان إجابة يُبنى عليها إحباط واستنتاج جديد. ومن المهم الإشارة كذلك إلى أن الإسرائيليين حساسون جدا من أي مواجهة في القدس لأنهم يألمون باستمرار في تحقيق ـ"شعور العاصمة" الذي لا ينسجم مع صور الاشتباك، التي أبدوا انزعاجهم منها في تقاريرهم وتقديراتهم.  تُحيلنا هذه الجولة بين الاحتلال والمقدسيين إلى مواجهات سابقة، رسمت ملامح انتصارات رمضانية، بداية مع معركة البوابات الإلكترونية التي بدأت في 14 يوليو/تموز 2017 في شهر رمضان، بعد اتخاذ حكومة الاحتلال قرار بإغلاق المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة ومنع صلاة الجمعة.  القرار الإسرائيلي جاء بعد مقتل اثنين من جنود الاحتلال في عملية فدائية نفذها ثلاثة مقاومين، ليجد المستوى السياسي الإسرائيلي الفرصة قد أصبحت مواتية لفرض معادلة جديدة في القدس، لكن الرياح جرت بعكس ما توقع الإسرائيليون، وفي غضون أيام كانت المواجهات تعم الأراضي الفلسطينية، ليتراجع المجلس الأمني السياسي المصغر في حكومة الاحتلال بتاريخ 25 يوليو/تموز 2017 عن خطوة فرض البوابات.  أرادت "إسرائيل" من وراء قرارها بفرض البوابات خلق واقع جديد على الأرض وتصور استراتيجي في ذهنية الفلسطينيين عامة والمقدسيين على وجه الخصوص أن النتيجة المباشرة لأي فعل مقاوم هو فقدان حقوق طبيعية على الأرض. تنسجم هذه السياسة تماما مع نظرية الجدار الحديدي، لكن تطبيق النظرية يواجه في كل مرة فشلا ذريعا أمام الصمود المقدسي، الذي احتضن الفعل المقاوم للشهداء الثلاثة من خلال مواجهة رد الفعل الإسرائيلي. الخلاصة الأهم من الجولتين السابقتين، أن الفعل المقاوم يبدو عند تجريده من معانيه فعلا جنونيا فوضويا، لكن إن ما راكمت الجماهير عليه واحتضنته فإنه يثمر وعيا وحقائق على الأرض، فمواجهات الأيام الماضية في القدس، وكذلك عملية الشهداء الثلاثة في 2017 احتاجتا إلى رد فعل إسرائيلي وهو مصمم وجاهز دائما ومقاومة شعبية تحبطه وتراكم الإنتصار وهو ما يجب أن يبقى حاضرا باستمرار.            
. . .
رابط مختصر
Bader

هيئة التحرير

مشاركة الخبر: