الأسير حمزة الكالوتي.. صاحب وقفٍ مقدسيّ وهو محتجز في المعتقلات
القدس المحتلة - القسطل: ذات فورة في سجن جلبوع -حيث كان صاحب الصورة جالساً على كرسيه حاملاً مصاحفه وكتبه- قد استغرق نهاره في محاضرة تجويد لهذا وتسميع حفظ لصاحبه وإعطاء دورة فقه لشباب آخرين وعمل محاضرة جامعية لطلبة دراسات عليا، لا يوقفه عن التعلم والتعليم والبحث والتربية والتدريس إلا مرض من أمراضه المستوطِنة جسده والعاجزة عن همته وروحه وعقله.
جلستُ إليه مساء وقد شرد في تفكيره، ثم ابتسم على عادته الجميلة والتفت قائلاً لي بلكنة بيت حنينا المقدسية: “لما اعتقلت بداية القرن 21 سيطر علي تفكير متشائم، كنت أقول: لو ضليت يا حمزة في القدس تشارك في تعليم وتوعية هالأجيال بدل ما عملت شغلات تعطيك مؤبد!.. هيك يا حمزة دشرت شباب القدس لكلاب مخابرات الاحتلال يشتغلوا على إسقاطهم في المخدرات وينسوهم الأقصى؟”.
ثم أكمل يقول: “مرت قرابة الـ20 عامًا، جاءني في السجن مئات من شباب القدس وأكرمني الله أن يخرج بعضهم بحفظ كتاب الله وبعضهم شاركتُ في تخرجه الجامعي، وكثير رجعوا مرات عالسجن وكل مرة بشم فيهم ريحة الرباط في القدس”.
“كأن الله يقول لي: “إلك شو بدك، جيتك بشباب القدس وشباب من الضفة وغزة والداخل لسجنك وورجيني شطارتك!!”، يقول الشيخ حمزة الكالوتي.
مثل الشيخ حمزة سعيد الكالوتي "أبو جعفر" يشعرك بالحسد، رغم سجنه لعقدين وبعده عن زوجه وأمه وقدسه، لا تزالُ له أعمدة من الحسنات والصدقات الجارية، بل أظنه صاحب وقف مقدسي لا يزال يعود عليه بالبركات والخيرات، ليس له ولد، لكن أظن لو سألت شباب الأقصى عنه لقالوا لك إنه أب لهم جميعا.
هذا ما كتبه الأسير المحرر عبد الرحمن اشتية من نابلس عن الأسير الكالوتي، الذي يبلغ من العمر (50 عامًا) وهو من بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، دخل في أيلول الماضي عامه الاعتقالي العشرين على التوالي داخل المعتقلات.
اعتُقل في الـ11 من شهر أيلول عام 2001، واتهمته محكمة الاحتلال بالانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام ومشاركته في عدة نشاطات، فحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.
يعتبر الكالوتي من الأسرى المرضى الذين تعرضوا للإهمال الطبي المتواصل داخل سجون الاحتلال، وظل يعاني لسنوات طويلة من أجل إجراء عملية جراحية.
تابع تحصيله العلمي داخل قلاع الأسر وحصل على البكالوريوس، والماجستير، ثم الدكتوراه في الإعلام، مسجلًا بذلك نصرًا على السجان وآلته الظالمة.