مريم عفيفي .. مقدسيةٌ سُحِلت وضُربت لدفاعِها عن شابة
القدس المحتلة - القسطل: سحلها الجندي من وسط المتظاهرين على الأرض، شدّها من حجابها، وبدأ بضربها لأنها دافعت عن فتاة أخرى كانت قوات الاحتلال تعتدي عليها في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
تروي مريم عفيفي التي أفرجت محكمة الاحتلال عنها دون أي قيود أو شروط، ما حصل معها أول أمس، وكيف اعتدى عليها أحد عناصر الاحتلال بالضّرب المُبرح.
تقول مريم (26 عامًا): “كنت ضمن المشاركين في الوقفة المُساندة لأهالي حي الشيخ جراح المهددين بتهجيرهم من منازلهم، حيث تعرّض الجميع لقمع قوات الاحتلال”.
وتضيف لـ”القسطل” أنها شاهدت قوات الاحتلال وهي تعتدي على إحدى الشابات في الحي، فحاولت الاقتراب منها والدفاع عنها، إلّا أن أحد عناصر الشرطة باغتها وأمسك بها وسحلها على الأرض.
“أمسك بي من حجابي، وضربني بقوّة، وسحلني على الأرض، ثم اقتادني حيث مكان احتجاز الشبان الآخرين، حمل هاتفه والتقط “سيلفي” معي وأنا معتقلة بشكل استفزازي وكأنه فخور بما فعله”، تقول مريم.
اقتاد الاحتلال الشابة المقدسية إلى مركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين، وهناك كانت الفتاة الوحيدة من بين 8 معتقلين من القدس، بينهم أطفال، وكانوا جميعًا مكبلي اليدين والقدمين.
تبين مريم أنها المرّة الأولى التي تتعرّض فيها لهذا الموقف، لكنها لم تخف من الاعتقال، فهي تعرف تمامًا أنها لم تقم بأي جُرم يستدعي اعتقالها الهمجي بهذه الطريقة.
تقول مريم “نقلوني إلى مركز المسكوبية -غرب القدس- وهناك وضعوني وحدي في زنزانة صغيرة باردة جدًا، طلبت منهم أن يخفضوا درجة البرودة لأنني شعرت بالبرد الشديد، لكنهم لم يفعلوا ذلك، بل أصبحت الغرفة أكثر برودة”.
تم تمديد اعتقالها لعرضها على محكمة "الصلح" في اليوم التالي، حيث اتهمتها شرطة الاحتلال بـ8 تهم، من بينها عرقلة عمل الشرطة، ورمي الحجارة، والاعتداء على الجنود.. وغيرها، لكنها أنكرتها جميعها، ليتم الإفراج عنها دون أي شروط.
مريم الحاصلة على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي وتدرس الموسيقى، لم تتوقع يومًا أن يحصل معها ما حصل في الشيخ جراح، وأن يتم تداول مقاطع فيديو مصوّرة لاعتقالها “الوحشي” وابتسامتها خلال تكبيلها.
تضامن مع الشابة المقدسية رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت، حتى تضامن معها الفنان مارسيل خليفة وكتب عنها:
“بنت القدس.. عازفة الكونترباص في أوركسترا فلسطين للشباب.. مريم تقاوم المحتل بنسك يديها فيتجلّى لها المطلق .. مريم نجمة تلألئ سماء القدس”.
ما زالت تُعاني هذه الشابة من رضوض في جسدها وآثار الكدمات ما زالت ظاهرة جرّاء ما تعرّضت له من الضرب لكنها تقول: "فدا الوطن".