أنور عبيد .. بعيدٌ عن الأهل والأحبّة في رمضان وعيد الفطر
القدس المحتلة - القسطل: لن يكون أنور موجودًا في العيد مع عائلته، مثلما حُرم من تواجده معهم على مائدة الإفطار الرمضانية ثلاثين يومًا، بعدما أبعده الاحتلال عن بلدته ومدينته وقُدسه التي يعشقها.
تعمّدت سلطات الاحتلال أن تُبعد الشاب أنور عبيد (23 عامًا) عن مدينة القدس المحتلة لمدة ستة شهور، بحجة أنه “خطر على أمن دولتها”، وذلك في اليوم الأول من شهر رمضان، واشترطت عليه الخروج من المدينة ظهر الـ13 من أيار.
يقول عبيد لـ”القسطل”: “كانت أيام ثقال، لم أشعر فيها بحلاوة رمضان ولا أجوائه ولا بأي شيء، فأنا بعيد عن والدي وعائلتي وأصدقائي، فكيف سيكون حالي”.
يقضي الشاب المقدسي شهوره الأولى في الإبعاد بمدينة رام الله، ويقول عن حاله: “فش حياة”. والدته التي تحب أن تحضّر أشهى المأكولات لأبنائها خلال رمضان افتقدت أنور كثيرًا، عاشت أيام رمضان بحسرة، فأحد أفراد العائلة مكانه خالٍ ولا يُشاركهم الإفطار.
منذ عام 2014 وحتى عام 2021 لم يكن أنور بين عائلته خلال شهر رمضان، فإمّا أن يكون معتقلًا في سجون الاحتلال أو مُبعدًا عن القدس أو بلدته العيساوية، باستثناء مرتين، إحداهما كان في الحبس المنزلي. كان بين عائلته وحُرم من لقاء الأصدقاء والأحباب.
يقول عبيد: “في السنوات التي كنت أقضي رمضان فيها داخل المعتقلات، كانت أهون عليّ من إبعادي عن القدس والعيساوية، فهناك الصحّبُ والأصدقاء، نُسامرُ بعضنا البعض، نفطر ونصلي معًا”.
ويضيف أن “أجواء العزومات دائمًا ما تكون حاضرة بين الغرف والأقسام، يحضّر الأسرى الحلوى ويوزعونها على بعضهم، أما اليوم فأنا أمكث هنا وحدي”.
وعن والدته يُشير عبيد إلى أنها تشتّت في إبعاداته الظالمة عن القدس، فتكون ما بين هنا وهناك، تُحاول ووالده أن يمكثا عدّة أيام عنده، وسرعان ما يعودان إلى بيتهما في العيساوية.
ستأتي ذكرى ميلاده في الـ12 من شهر آب/ أغسطس 2021 وهو بعيدًا عن أهله. يقول عبيد: “من 8 سنين ما احتفلت مع اهلي بذكرى ميلادي”.
ستفتقد والدة أنور عبيد نجلها في العيد، كما سيفتقده رفاقه في العيساوية، سيفتقدونه في صلاة العيد وزيارة الأهل والأصدقاء ولمّة عيد الفطر التي حرمه الاحتلال إياها، لكن أنور يقول كغيره من شباب القدس الذين يحاول الاحتلال تنغيص فرحتهم: “هوينة”.