"اشتباكٌ وعصيانٌ مدني" .. ما هي طبيعة إضراب الغد؟
القدس المحتلة - القسطل: دعا الشباب الفلسطيني إلى إضراب عام يوم غد الثلاثاء، يشمل كافة مناحي الحياة، وسط تنظيم فعاليات احتجاجية في البلدات والقرى الفلسطينية من النهر إلى البحر، والاشتباك مع قوات الاحتلال في نقاط التماس في القدس والضفة والداخل.
تمت الدعوة لهذا الإضراب احتجاجًا على العدوان “الإسرائيلي” الذي بدأ في القدس المحتلة والمسجد الأقصى والشيخ جراح، وانتقل إلى الداخل المحتل، حتى طال قطاع غزة، التي تعيش ليلها ونهارها تحت قصف الطائرات.
يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات إن إضراب يوم غد مهم جدًا، وذلك للتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني، وأن هبة شعبنا الشاملة لن تعيدنا إلى المربع الأول، بل يجب البناء عليها في صياغة واشتقاق برنامج وطني يشمل الكل الفلسطيني.
ويضيف في حديثه لـ”القسطل” أن أهمية الإضراب الذي سيشمل فلسطين التاريخية، تكمن بأنه يؤكد على لحمة ووحدة الشعب الفلسطيني على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية ويعيد وصل ما قطعه “أوسلو الكارثي” على حد وصفه.
ويشير إلى أن الانتفاضة التاريخية تأتي اليوم مسنودة بالنار من قطاع غزة لتؤكد على وحدة الجغرافيا الفلسطينية والشعب الحر، مؤكدًا أنه سيكون إضرابًا تاريخيًا في تاريخ الشعب الفلسطيني وعملية تنفيذه لها مضامين ومعاني كثيرة.
ويبين أن هذه الهبة الشعبية سيكون لها ما بعدها فيما يتعلق بتداعياتها سواء على شعبنا أو على دولة الاحتلال، وأن المهم هو نظم برنامج وطني فلسطيني شامل بدلًا من البرامج المجزوءة التي كانت تقزّم الوطن في حدود الضفة وقطاع غزة.
أمّا الناشط المقدسي سامر أبو عيشة، يقول إن هذا الإضراب هو بمثابة عصيان مدني، فهو ليس دعوة للمكوث في البيوت، ولا أن نجلس خلف أجهزتنا الإلكترونية وندعو لأهلنا في غزة، بل إن الإضراب دعوة لجميع الفلسطينيين للاشتباك مع الاحتلال في كل مكان وبكل الطرق.
ويشير لـ”القسطل” إلى أن تلك الدعوات الشبابية للإضراب سقفها أعلى من سقف النضال المعتاد لأن سقف مطالبها أعلى، وأن الإضراب اليوم يوحّد الجغرافيا الفلسطينية، وعندما نقول أن هناك إضراب في الداخل المحتل يعني إلغاء لأوسلو والاحتلال والخط الأخضر.
“اليوم الشباب الفلسطيني يرى فلسطين من البحر للنهر حقيقة، لا شعارًا نتغنى به في المناسبات وذكرى الانطلاقات”، يقول الناشط أبو عيشة.
ويبين أن كل الشعب الفلسطيني اليوم يعيش تحت الألم “الإسرائيلي”، وأعلنا في قطاع غزة هم من يدفع الفاتورة الأعلى، فنحن اعتدنا على أن المقاومة والمقاوم هما من يدفعان ثمن النضال، ولذلك نرى آلاف الأسرى في سجون الاحتلال وزنازينه، ممن قدّموا تضحيات من أجل وطنهم بإرادتهم وقناعتهم.
ويؤكد أن الإضراب سيكون حديديًا وتاريخيًا، سيسجل في التاريخ الفلسطيني أن كل الخريطة غير المشوهة شاركت في هذا الإضراب، لبّت النداء، نصرة للقدس والداخل وغزة.
لكنّ المهم بالنسبة للناشط أبو عيشة “ألا نعطي أي سلم للاحتلال أو أذرعه من “نواب الكنيست” والنخب السياسية، والمنتفعين والمتخاذلين والمطبّعين، أي سلم كي يخفّضوا سقف الإضراب ومطالبه، وهي مطالب المقاومة ذاتها، بأن يكف الاحتلال يده عن المسجد الأقصى والشيخ جراح”، على حد قوله.