بسبب العلم.. الطفل جواد كان ذاهبًا لشراء الخُبز حينما حاول شرطي قتله
القدس المحتلة - القسطل: على درّاجته كان يلوّح العلم، علم بلاده ووطنه، علم فلسطين الحبيبة التي عشقها منذ أن كان رضيعًا، يسمع عنها، عن آلامها، أوجاعها، تهجير أهلها، وقتل أبنائها، حتى ذاق الوجع لأوّل مرّة.
ذهب جواد ليشتري الخبز لعائلته حيث كان على دراجته، والعلم يرفرف عليها، وإذ بعناصر من شرطة الاحتلال تبدأ بمطاردته، لم يكونوا وحدهم، وإنّما سيارة أخرى “بيضاء” تابعة للمستوطنين، كانت تُلاحقه أيضًا.
كان خائفًا منهم، حاول الهرب لكن الشرطي حاول قتله، وقام بدهسه كي لا يستمرّ في الابتعاد، ورغم أنه كان مُصابًا، نكّلوا به عندما وقع عن الدرّاجة، في حي رأس العامود في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، بحسب ما رواه شقيقه فارس العباسي (17 عامًا).
ويقول لـ”القسطل”: “اتّصل بي أحد الشبّان، وقال لي بالحرف الواحد “الشرطة قتلت أخوك”، كنت في عملي، فهرولت مسرعًا إلى دوّار رأس العامود، أصابتني الصّدمة، فقد كان عدد من عناصر الشرطة حوله، يُمسكون به كما لو كانوا يُمسكون بمجرمٍ هارب من العدالة، والسلاح مصوّب عند رأسه”.
ويضيف: “اقتربت من أخي، لكنهم دفعوني وأبعدوني عنه، ولم يسمحوا للإسعاف بالاقتراب منه، لكن الشرطة خضعت في النهاية، وتم تقديم الإسعافات الأولية له، ورفعناه أنا والشبّان إلى سيارة الإسعاف، فاحتجزتها الشرطة لمدة ساعة كاملة، لا يُريدون أن ننقله للمشفى، بل حاولوا اختطافه، لكننا استطعنا نقله في نهاية المطاف لمشفى هداسا”.
في هذه الأثناء، كان جواد فاقدًا للوعي تمامًا، حيث تم تقديم العلاج له في مشفى هداسا، رضوض في كافة أنحاء جسدّه، أشدّها كانت في الرقبة والظهر والرجل.
حاولت شرطة الاحتلال إجراء التحقيق مع الطفل جواد الذي لم يبلغ بعد الـ12 من عمره، وهذه المرّة الأولى التي يتعرض فيها لمثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية، ولم يسبق أن اعتُقل وتم التحقيق معه.
يقول فارس: “غادر أخي المشفى، لكنه سيُكمل علاجه وفحوصاته الطبية اليوم”، لافتًا إلى أن الشرطة “هددت بملاحقة أخي، والعودة إلى منزلنا في حي سويح برأس العامود، للتحقيق معه، وفتح ملف له”.
يبين فارس أن شقيقه جواد ما زال مصدومًا وخائفًا مما حصل معه، فهو لم يتعرّض لمثل هذا الموقف سابقًا، متسائلًا وساخرًا: “هل جريمة أخي التي ارتكبها، هي رفع العلم على درّاجته؟!”.