"مسيرة الأعلام" .. "الكابينيت" يبتّ في أمرها اليوم وأعضاء كنيست يهددون باستغلال حصانتهم
القدس المحتلة - القسطل: من المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري المصغر في دولة الاحتلال "الكابينيت" اليوم الثلاثاء؛ لبحث قضية “مسيرة الأعلام”، والبتّ في أمرها، وسط تخبّط واضح من قبل عدّة أطراف ما بين مؤيد لإقامتها ومعارض لها نتيجة ما سيترتّب على السماح للمستوطنين بإقامتها في القدس والبلدة القديمة وصولًا لحائط البراق.
خلال جلسة الاستماع مساء أمس، قال مفوض شرطة الاحتلال كوبي شبتاي، إن إقامة مسيرة الأعلام في الوقت الحالي، ومرورها بباب العامود والحي الإسلامي قد يؤدي إلى استئناف أعمال الاحتجاج في جميع أنحاء البلاد، بحسب مصدر حضر الاجتماع.
وقدم جهاز الأمن العام “الشاباك” بديلاً عن إقامة “رقصة” أو “مسيرة الأعلام” في باب العامود والبلدة القديمة، بأن تُقام في ساحة حائط البراق أو عرض موكب فقط من خلال باب الخليل.
وأشار رئيس “الشاباك” نداف أرغمان في جلسة الاستماع إلى أن مسيرة الأعلام في المخطط الذي يريد المنظمون القيام به قد يؤدي إلى تصعيد كبير.
خلال جلسة الاستماع أمس، قال مفوض الشرطة إنه لا توجد قوة بشرية كافية لتأمين المسيرة في الحي الإسلامي وباب العامود، وفي نفس الوقت الحفاظ على حالة تأهب الآلاف من رجال الشرطة في جميع أنحاء البلاد. كما أبدى وزير جيش الاحتلال بيني جانتس معارضته للمسيرة خوفًا من التصعيد.
من جهته، قال المحلل السياسي والكاتب راسم عبيدات لـ”القسطل” إن المسألة ليست مرتبطة بالجماعات المتطرفة التي كانت تصرّ على إقامة مسيرة الأعلام في الذكرى الرابعة والخمسين لاحتلال القسم الشرقي من مدينة القدس، بل هي نتاج السياسة التي يتبعها نتنياهو في نطاق السعي لمنع ولادة الحكومة “الإسرائيلية” الجديدة المسماه بـ”حكومة التغيير”.
وأضاف أنه كان يعتقد بأن استمرار مثل هذه المسيرة قد يؤجج الأمور في القدس، وقد يدفع باتجاه أن تنفجر الأوضاع بنحو أوسع، بمعنى أن يكون الانفجار من خلال الاشتباك الجماهيري والشعبي مع المقدسيين.
وأوضح أن المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي وهو رجل نتنياهو، بالإضافة إلى وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، ونتنياهو معهما، كانوا معنيين بالتصعيد من خلال مسيرة الأعلام تلك؛ لممارسة الضغوط على منع ولادة حكومة “إسرائيلية” جديدة وتفجير الأوضاع، ولكن يبدو أن التقديرات كانت من خلال غانتس ورفضه والمستوى العسكري والسياسي لها ما اضطرهم إلى إلغائها.
وهنا يبين المحلل عبيدات أن أعضاء الكنيست بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير سيستغلان حصانتهما البرلمانية لقيادة المسيرة، والخروج بها رافعين أعلام الاحتلال في القدس، في عملية استفزازية واضحة لمشاعر شعبنا وأهلنا في العاصمة.
ولفت إلى أن باعتقاده، أن هذا قد يخلق واقعًا صعبًا في القدس، يترتب عليه أن تحدث مواجهات ليست بالبسيطة، الإضافة إلى أن ذلك سيتزامن مع دعوة اتحاد أمناء الهيكل لاقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى.
وقال عبيدات: “على الرغم من أهمية قضية الشيخ جراح وبطن الهوى وغيرها من الأحياء المقدسية، إلّا أن المسجد الأقصى خط أحمر لا يجوز للاحتلال العبث به، فقضيته موحدة سواء فلسطينيًا أو عربيًا أو إسلاميًا، وبالتالي فإن اقتحام الأقصى بالتزامن مع مسيرة الأعلام التي تقودها قوى يمينية عنصرية متطرفة في دولة الاحتلال، تريد أن تحسم سيطرتها على المدينة وتقول إنها تحت سيادتها وسيطرتها وبأن من حقها المشي في القدس أينما شاءت وترفع الأعلام، كل ذلك قد يدفع بتفجير الأوضاع على شكل واسع”.
يذكر أن سموتريش وبن غفير يُهدّدان بإقامة المسيرة في مكانها المعتاد، في حال تم الإقرار بإلغائها بشكل نهائي، مستغلان بذلك حصانتهما البرلمانية.
كما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن أنصار رابطة مشجعي فريق “بيتار القدس” المتطرفة والمعـادية للعرب والمسلمين "لا فاميليا" يعتزمون الخروج في مسيرة أعلام يوم الخميس رغم قرار الشرطة.
وقال أحد أعضاء الرابطة: “سنخرج بكل قوتنا وسنلوح بالعلم الإسرائيلي في القدس”.