حرمانٌ من العبادة.. مبعدون ونشطاء يُطلقون وسم "لا للإبعاد عن الأقصى"
القدس المحتلة - القسطل: صعّد الاحتلال الإسرائيلي من سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى، في محاولة لتفريغه من محبيه وروّاده الذين اعتادوا التواجد اليومي فيه، وأداء عباداتهم وصلواتهم فيه.
منذ سنوات طويلة وسلطات الاحتلال تتّبع سياسة تفريغ الأقصى من المصلين، فكما أبعدت أهالينا في الضفة المحتلة ومنعتهم من الوصول للقدس والصلاة في المسجد عبر بناء جدار الفصل العنصري، ولاحقت أهلنا في الداخل المحتل من خلال إعاقة حركة وتنقل الحافلات التي تُقلّهم للمدينة، فهي تستمرّ في اتّباع سياساتٍ من شأنها تقليل الوجود الفلسطيني فيه.
منذ عام 2014 وحتى اليوم، ارتفعت بشكل كبير قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، خاصة لمن اعتادوا التواجد فيه يوميًا، فبدأت بإبعادهم لمدة أسبوع أو أسبوعين، حتى وصلت المدة إلى عدّة شهور.
بعد عودة المُبعدين لمسجدهم، يتم استدعاؤهم للتحقيق مجددًا أو اعتقالهم من أبواب المسجد الأقصى، لتجديد أمر الإبعاد لعدة شهور.
يُحرم المُبعد من الوصول للمسجد الأقصى وأبوابه والممرات التي تؤدي إليه في كثير من الأحيان، لكن المبعدين لا يكفّون عن رباطهم وصلاتهم عند أقرب نقطة له، خاصة عند باب الأسباط وطريق المُجاهدين.
خلال شهر أيار الماضي، أبعدت شرطة الاحتلال أكثر من 180 فلسطينيًا عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، من بينهم 14 شابة، تم إبعادهنّ لمدة أسبوع خلال يوم واحد. ومنذ بداية العام الجاري 2021 تم إصدار أكثر من 247 قرارًا (لا تشمل هذه القرارات من أُبعدوا عن باب العامود والساهرة والشيخ جراح والمناطق المحيطة).
المُبعدون ونشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتغريد عبر وسم #لا_للابعاد_عن_الاقصى احتجاجاً ورفضًا لسياسة الإبعاد التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وكتبوا عبر صفحاتهم على منصات التواصل: “إبعاداتٌ تعسفية أطلقتها سلطات الاحتلال منذ أول اقتحام للأقصى بعد إغلاقٍ لباب المغاربة دام لأيام ، طالت أكثر من 14 فتاة”.
وأوضحوا أنها “سياسة خبيثة اتبعها الاحتلال، فهو لم يقم باعتقال الفتيات مرةً واحدة، بل عمدَ إلى استدعائهن للتحقيق في مركز “القشلة”، أعقبها إبعاد لأسبوع ثم العودة لتحقيق آخر لإعطائهن القرار النهائي والذي يقضي بتمديد إبعادهن”.
وأضافوا أنه “بعد انتهاء الأسبوع، وعند ذهابهن لمركز “القشلة” ترافقهن وسائل الإعلام ومحامية؛ لم يقم بإعطاء أي واحدةٍ منهن قراراً بالإبعاد فاستطاعت الفتيات الدخول للمسجد الأقصى، وبعد أربعة أيام عند محاولة إحداهن الدخول للمسجد، عملت الشرطة المترصدة على الأبواب على اعتقالها وتسليمها أمراً بالإبعاد لمدة ستة شهور”.
تكرّرت الحادثة يوم أمس مع شابة أخرى، حيث تم احتجازها لفترة عند باب الأسباط، ثم اقتيدت لمركز شرطة الاحتلال، وسُلمت قرار إبعادها عن الأقصى لـ6 شهور.
ووصف النشطاء والمبعدون هذه الإجراءات البطيئة بـ”إبرة التخدير كي لا يُحدث خبر إبعاد مجموعة كبيرة هبة إعلامية ضد سياسته الموحشة، فاعتقال وإبعاد فتاة بشكل منفرد تلحقها أخرى في اليوم التالي، لن يُحدث الأثر الإعلامي ذاته في الشارع”، على حد قولهم.
ودعا المبعدون الجميع إلى الوقوف معهم ومساندتهم في قضيتهم، لأن أي شخص قد يكون معرّضًا لهذه السياسية في أي وقت، كما دعوا للتغريد على وسم #لا_للابعاد_عن_الاقصى .