عنان نجيب.. كيف تلقّت عائلته نبأ اعتقاله.. وما التهم الموجهة إليه؟
القدس المحتلة - القسطل: كان يُحضّر نفسه للعودة إلى بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، حيث بيته ودفء العائلة، والزوجة والأولاد؛ عيسى وشريفة وجود، كان متشوّقًا لأن يكون بينهم، لا قرارات إبعادٍ أخرى تحول بينه وبينهم، لكنْ.. حصل ما لم يكن يتوقّعه لا هوَ، ولا أي أحدٍ من أفراد عائلته.
اعتقلت قوات الاحتلال الإعلامي والمُبعد عن القدس عنان نجيب فجر الخميس، العاشر من حزيران الجاري، بعدما اقتحمت قوّة “إسرائيلية” بلدة العيزرية شرق المدينة، حيث يمكث فترة إبعاده، ونقلته لجهة مجهولة. هذا اليوم الذي من المقرر أن يعود فيه لبيته وعائلته بعد غياب قسري دام عامًا كاملًا.
في آخر اتصال ما بين نجيب وزوجته روان، دار الحديث حول “جود” ابنهما الأصغر، وهل تأخذه والدته لمدرسته أم لا. طلب “أبو عيسى” منها أن توصله إليها على أن يُعيده بنفسه إلى المنزل عقب انتهاء الدوام. كما تحدّثا عن شوقه لبيته في بيت حنينا الذي أُبعد عنه ظُلمًا وحرمه الاحتلال من عائلته طوال تلك الشهور.
تقول “أم عيسى” لـ”القسطل”: “لم نتوقّع ما حدث أبدًا، حينما ينوي الاحتلال تجديد أمر الإبعاد له، كان يتم ذلك قبل أيام من انتهاء فترة الإبعاد الأولى، أمّا هذه المرّة، فكلّ الأمور سارت على خير، ونمنا على أمل اللقاء به في صباح اليوم التالي”.
أخفى أشقاء نجيب عن روان خبر اعتقاله، وأجّلوا إبلاغها بما حصل حتى الصباح. تقول “أم عيسى”: ”صباح الخميس، كنت أحضّر القهوة، وأجهّز جود للذهاب لمدرسته، ثم الانطلاق للعيزرية حتى أعود أنا وعنان معًا إلى البيت.. لكني تفاجأت بخبر اعتقاله”.
صُدمت روان ولم تستطع الحديث، وكذلك عيسى وشريفة كانا ينتظران والدهما بفارغ الصبر، ودخلا في حالة صدمة وعُزلة خاصة شريفة التي كانت المقرّبة جدًا من والدها، أمّا جود فأصرّ على الاتصال بـ”عنان” والحديث معه، ولم يعِ أن احتلالًا سرق منهم فرحةً كانوا في انتظارها عامًا كاملًا.
على إثر اعتقال نجيب، أوضحت زوجته أن شرطة الاحتلال استدعتها للتحقيق في “المسكوبية” يوم الأحد القامد، إضافة إلى أحد أشقائه.
وقال المحامي خالد زبارقة لـ”القسطل” إن قوات الاحتلال اقتادت نجيب لمركز “المسكوبية” غرب القدس، حيث تم عرضه على محكمة "الصلح" التي مدّدت اعتقاله لمدة خمسة أيام.
وأضاف أن التهم الموجهة له تتضمن “العضوية في تنظيم محظور”، و”تحريك نشاطات معادية لإسرائيل” في القدس، لافتًا إلى أنه يجري التحقيق معه في غرف “4” في “المسكوبية”.
وأشار إلى أن المحكمة القادمة ستكون في محكمة “الصلح” التابعة للاحتلال يوم الإثنين.
اعتُقل نجيب عام 1998 لأول مرة، حيث قضى 3 أشهر في السجن، وبعدها في عام 2004، حيث مكث في التحقيق العسكري مدة شهرين، أما الاعتقال الذي جرى عام 2008 فقضى فيه 24 شهرًا، وخلال عام 2010 تم الحكم عليه بالسجن لمدة 25 شهرًا.
لا يُمكن حصر اعتقالات “أبو عيسى” في هذه المرات الأربع، حيث تعرض لسلسلة من الاعتقالات المتكررة بعد الأحداث التي تلت استشهاد الطفل محمد أبو خضير في القدس عام 2014.