المقدسيون يتفاعلون مع اغتيال الناشط نزار بنات
القدس المحتلة - القسطل: في حادثة هزت المجتمع الفلسطيني صباح اليوم، أعلنت عائلة الناشط السياسي نزار بنات من محافظة الخليل وفاته صبيحة اليوم، بعد مداهمة منزل كان يتواجد فيه، واعتداء قوات الأمن عليه بالضرب المبرح أثناء نومه، حيثُ قالت العائلة إن ما حدث هو عملية اغتيالٍ واضحة مع سبق الإصرار والترصد، موضحة أنه ضُرب بشدة على رأسه بينما كان نائماً، وتم رشه بغاز الفلفل فور استيقاظه.
وشهد الشارع الفلسطيني موجة استنكارٍ عارمة على خلفية وفاة الناشط بنات، الذي اعتقل مراتٍ واستدعي مراتٍ أخرى بسبب آراءه السياسية المعارضة للسلطة الفلسطينية، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجت بآراء ناشطين ومحللين فلسطينيين ومقدسيين استنكروا القيام بهذه الجريمة، مُطلقين آراءهم حول القضية تحت وسم #اغتيال_نزار_بنات.
وكان رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر هدمي قد كتب على صفحته الشخصية في فيس بوك،"اليوم يجني نزار بنات ثواب قوله كلمة الحق في وجه الظلم وأهله، اليوم يخط نزار بدمه درب حرية وكرامة لشعب طالما انتهكت حريته وكرامته، واليوم تكون سنة متبعة لأحرار هذا الوطن فلا سكوت على ظلم ولا فساد ولا تكميم أفواه أو اليوم يعلم أهل الظلم والباطل أنهم قادرون على قتل وتعذيب وانتهاك كرامة أيٍّ كان ولن يقف في وجههم أحرار".
في حين أن المحامي خالد زبارقة كتب على صفحته أيضاً في نعيِ بنات، إن الفكرة لا تموت ولا تُسجن ولو قُتل كل الشعب أو سُجن، وبين رأيه في القضية بقوله:"عندما يقتل أو يسجن صاحب الفكرة، فذلك يساهم في تعميق الفكرة التي من أجلها قُتل أو سجن، فبعد قتل أو حبس صاحب الفكرة يصبح لها رصيدٌ على أرض الواقع وتأخذ معنىً آخر؛ فجأة تستيقظ وتلتفت لها وتبدأ بسماعها وتذوق معانيها وكأنك تسمعها لأول مرة".
وأضاف:"هذا الكلام لا يفهمه أهل الباطل، لأنه بسبب باطلهم، هناك غشاوة على بصيرتهم تمنعهم من رؤية الحقيقية،أما أهل الحق فهم مطمئنون جداً وكلما زاد القمع كلما زاد الإطمئنان، وعند الله تجتمع الخصوم".
وبين المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات أنّ اعتقال ومن ثم اغتيال نزار بنات؛ يفتح مجددًا طبيعة دور ووظيفة السلطة وأجهزتها الأمنية، واستباحتها لحقوق المواطنين الديمقراطيّة؛ من خلال سياسة تكميم الأفواه والملاحقة والاعتقال والقتل".
وقال:"هذا ما يجب ألّا يسكت عنه أو يمر مرور الكرام؛ فشعبنا الفلسطيني وقضيته أكبر من أن تُحشر في زاوية تقديس الأشخاص أو المؤسّسات، على حساب قضيتنا الوطنيّة وحقوق شعبنا وكرامته وحرياته المكتسبة والطبيعيّة".
وقال المحامي في مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان عمر خمايسي:" إن موت الشهيد نزار بنات موجع لكل فلسطيني حر، وهو موجع أكثر لأننا نعلم أنه استشهد على أيدي فلسطينية تعمل مع الاحتلال".
واستنكر رئيس المنتدى الثقافي في قرية بيت عنان شمال غرب القدس حسام الشيخ ما حصل مع الناشط السياسي بنات، مبيناً أن الأخير تعرض لأكثر من 8 حوادث اعتقال متفاوتة على يد أجهزة السلطة الفلسطينية، وأكد تعرضه للتعذيب والقمع في سجونها التي قضى فيها أشهراً طويلة.
وأشار الشيخ أن نزار بنات، يميل للفكر القومي، وله محاولات متكررة لتأسيس حرية الرأي ضد مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وهو يعد من النشطاء المعروفين على الساحة الفلسطينية، وترشح عن قائمة "الحرية والكرامة" للانتخابات التي كان مقرراً عقدها في مايو الماضي وأجلها الرئيس محمود عباس.
. . .