الشهيد محمود حميدان.. قبل شهرين تحرر من الأسر واليوم ارتقى شهيداً
القدس المحتلة- القسطل: تحمل بيديها مصحفاً صغيراً جلبه معه ابنها الشهيد محمود حميدان من السجن، وعلى يمينها تنثر كتبه وتحدق بصفحاتها المفتوحة التي تركها حميدان قبل خروجه الأخير من المنزل، هكذا كان حال والدة الشهيد زمزم حميدان بعد أن تلقت خبر اغتيال ابنها فجر اليوم الأحد، مع مقدسيين آخرين بالقرب من بلدة بيت عنان، شمال غرب القدس.
وقالت والدته لـ القسطل وقلبها يعتصر من الألم إن "محمود خرج من الأسر قبل شهرين فقط، بعد أن اعتقل لمدة 6 سنوات ونصف... كان بالفترة السابقة مشغول، فهو يرغب بتقديم امتحان الشامل لتخصص المحاسبة، لأنه انقطع عن الدراسة بسبب الأسر، وكان يرغب بالحصول على رخصة قيادة".
وعند سؤالها عن طريقة معرفة خبر استشهاده، أجابت والدموع تنهمر من عينيها "لم أتصل مرة واحدة خلال حياتي بمحمود ولا يجيب... صباح اليوم عندما اتصلت به ولم يُجب شعرت أنه أحد الشهداء، ثم بدأ أعمامه وأخواله بالتوافد إلى المنزل".
تقطع حديثها وتبكي، وتردد عبارات "اللهم ارحمه وارضى عليه"، ثم تحتضن مصحفه الصغير بيديها، وكتبه، وتعود للحديث.
وأشارت والدته إلى أن محمود طوال الفترة الماضية لم يكن يخرج من المنزل، وكان يشغل وقته بالتزامات تعليمية، وبمراجعة القرآن الكريم.
وأكملت "محمود لم يكن مطارد، ولا يوجد عليه أي تهمة، الاحتلال ينشر أنه مطارد وهذا غير صحيح.. آخر مرة رأيته أمس بحدود الساعة السادسة مساءً قبل أن يخرج لحفلة زفاف بالبلدة، وأخبروني أنهم شاهدوه وهو يصلي صلاة الفجر بالمسجد... لهذه اللحظة لا أصدق".
استيقظت عائلة حميدان فجر اليوم على فاجعة، لتتحول الزينة التي ما زالت معلقة أمام المنزل احتفالاً بخروج حميدان من الأسر إلى حالة حداد تسود أرجاء المنزل، والبلدة كافة بعد أن ارتقى 3 من أبنائها إلى جنات الخلد.
وحول لحظات تلقيهم نبأ استشهاده، قال عمه عيسى حميدان لـ القسطل "أصبح أمر طبيعي لكل فلسطيني أن يتلقى خبر الاستشهاد بأي لحظة من اللحظات، لكن الخبر للمرة الأولى كان صعب جداً.. لكن الحمدلله رب العالمين الشهيد ثوابه عند رب العالمين عظيم".
وأوضح أن حميدان تم اغتياله أثناء نقله الطعام مع رفيقه الشهيد زكريا بدوان لرفيقهم الشهيد أحمد زهران، الذي تطارده قوات الاحتلال منذ فترة.