من جلبوع الفكرة إلى القدس وجنين المقاومة
شاوشانك أكتوبر والقدس
القدس المحتلة- القسطل: انتقالاً من الحرفي " خاءٌ و واو" خيالٌ وواقع، جلبوع فرع شاوشانك، والحرية منحنى أكتوبر الثالثِ والسبعين، وصولاً إلى خمسةِ أبطالٍ من القدس وجنين. على هذا النهج من الفرع الأول انطلق ستةَ نسورٍ من قاع أشد المناطق حصناً وحراسةً " سجن جلبوع" على حسب وصف ما تسمى إسرائيل، إلى انتزاع حريتهم رغماً عن سجانيه؛ ليجدولوا أخبار العالم العربية والأجنبية صوبهم بدءاً بِـ " ربط الأفلام الخيالية بالواقع وانتهاءً بِ نسور العالم" وذلك بعد استيقاظ العالم على خبرٍ انتزاعِ ستةِ أسرى لحريتهم، بملعقة! يقابلهم الفرع الثاني الذي استمد الطاقة منهم واقيظ العالم على خبر عودتهم إلى موطنهم الأصلي، بسواعد أبنا فلسطين ينطلق التصدي للدفاع عن الوطن .. " الشهادة مهر" بدأ بِـ أسامة صبح من بلدة برقين غرب جنين، هو شابٌ بالفطرة البشرية كان يحلم بمنزل وعائلة، عاش 22 عاماً، بعد شهرٍ كان سيرزق بالحلم ويتزوج إلا أن فلسطين طلبت مهراً غالياً، فما كان مِنه إلا أن يرفع البندقة برصاصاته المبصرة ويسقط غصن الزيتون، واختير أن يكون عريساً في الجنة الوطن الثابت لكل الشهداء، فقد قدم لخطيبته مهر الشهادة. إرث الشهادة يليه، أسيراً ثم حراً ثم مطارداً انتهاءً بِـ شهيداً، إنه الشهيد أحمد زهران من بلدة بدو شمال القدس المحتلة، وهو شقيق الشهيد زهران زهران الذي ارغم المحتل على أن يغالته بحقيبة لصعوبة الوصول إليه، فيما شارك بعميلة اختطاف جنّديٍ محتل، ويسبقهما جدهم الذي استشهد عام 1948، وعمهم عام 1967، واليوم أحمد زهران، هذا هو إرث عائلة الشهداء، سلالةٌ تأبى على الرضوخ للوجود الكياني، وخيرُ كلامٍ قيل من والدته عند تلقيها نبأ استشهاد والدها أحمد " "أحمد سار على نهج شقيقه الشهيد وجده الشهيد وعمه الشهيد، ربنا اختاره واستشهده أفضل من البقاء مطارداً وكي لا يعذبه الأعداء" هدية الأبناء " شهادة الوطن" وصولاً لِـ زكريا بدوان، والداً لطفلين، وأسيراً محرراً أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب 3 سنواتٍ، بدوان رفض أن يبقى رفيقه زهران دون عون، فقادته قدماه لنقل المعونة التي تسمح لأحمد من البقاء على قيد الحياة، فما كانت النتيجة إلا أن اعدمه المحتل بدمٍ بارد، تاركاً خلفه عائلته وأطفاله الأيتام، نال العدو منه ولكن نسوا أن الأطفال يكبرون يوماً ولا يقابل الدم إلا الدم، قدر زكريا أن يسير على درب والده الشهيد إبراهيم بدوان، فَـهنيئاً لأطفال زكريا هذا الشرف الذي اهدي لوالدهم كما اهدي لوالده، فالشرف لا يلحقه إلا شرفاً مثله، ابنٌ وابنه في روا فلسطين بدمائهم. من الحرية للشهادة ثم محمود حميدان، 19_7_ 2021 هذا اليوم حمل محمود حميدان على أكفاف الحرية، ليدفن خلفه ماضي 6 سنواتٍ من الأسر، ويبدأ حياة الحرية التي اهديت له، حميدان بعد شهرين من الحرية المسلوبة تحتضنه أرض بلاده شهيداً، بعد أن خاض اشتباكاً مسلحاً مع الكيان المحتل، كان الهدف واضح والرصاصة العمياء إن كانت بيد فلسطيني تعرف طريقها، ولكن غدر رصاصات العدو أدت إلى أن يفوز هذا الشاب الذي كان مطاردا ثم أسيراً ثم محرراً بشهادة الوطن. عَجَلَةٌ متثعلبة أما الشهيد الأخير يوسف صبح "16" عاماً، ابن عم الشهيد أسامة صبح جنين رائحة الشهداء اخذت تنبثق من زوايا هذه العائلة، هذا الطفل أقصى احلامه كانت كأي طفلٍ فلسطيني مرح ولعب وضحك، ابن الستة عشر عاماً يحب فلسطين ويكره الاحتلال ولكنه أيضاً يحب الحياة اعدمه العدو بـِدم بارد، بعجلات سياراتهم المتثعلبة وفرامل حياتهم قضوا على طفل لما يرى الشق الثاني من حياته بعد. لم يتخطى الموت هؤلاء الشبان الخمسة، بسواعدهم الحرّة وجهوا بنادقهم نحو العدو، خرجت الرصاصات من أفواه البنادق حاملة في الهواء الطلق أحلام الحرية والبلاد المحررة، دخلت رصاصاتهم الأشجارومن فوق الأرض مرت حتى وصلت جسد إحدى جنود الاحتلال وقد وصفت حالته بالخطيرة، قبل استشهادهم تركوا وصيتهم للبلاد المحتلة أن قمنا نحن بواجبنا واوقعنا إصاباتٍ في صفوف العدو، والآن الراية لكم. قد اوصل أبطال جلبوع فكرة للمحتل أن النصر قادم وادخلو الرعب في قلوبهم، واليوم ابطال الاشتباك اوصلوا العدو لأن يعتقدوا أن فلسطين ما زال فيها نضباً ينبض بالمقاومة وان الطريق مستمر.. . .