ما تبعات قرار محكمة الاحتلال السماح بالصلاة "الصامتة" للمستوطنين في الأقصى؟
القدس المحتلة- القسطل: في السادس من تشرين أول/ أكتوبر الجاري، أصدرت محكمة “الصلح” التابعة للاحتلال قراراً يقضي بالسماح للمستوطنين بأداء الصلوات “الصامتة” في ساحات المسجد الأقصى، ووصفتها بـ "الحق المحمود".
الهدمي: هذا القرار يعلن الحرب والمواجهة
وقال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن "المحكمة ما هي إلا ذراع من أذرع سلطات الاحتلال التي تشرعن جرائمه وتعدياته بحق المسجد الأقصى، وهي ليست ذات صلاحية للحكم في أي أمر يتعلق بالمسجد".
ووصف الهدمي حكمها بـ"الباطل"، وأردف "هذا القرار يعتبر تعدٍ صارخٍ بحق مليار وثمانمائة مليون مسلم، من حقهم وحدهم إعمار المسجد الأقصى والمحافظة عليه".
وأشار لـ”القسطل” إلى أنه في الوقت الذي تمنع فيه سلطات الاحتلال المصلين من أداء حقهم وممارسة العبادة، فإنها تسمح للمستوطنين بتدنيس المسجد الأقصى، وأداء الصلاة والطقوس التلمودية.
وأوضح أن سلطات الاحتلال بهذا القرار تعلن الحرب على المسلمين، وتدفع المنطقة نحو مواجهةٍ لا يعلم أحد متى نهايتها.
وتابع الهدمي "يبدو أن سلطات الاحتلال لم تعِ الدروس المستفادة من هبات أهل القدس، والدروس المستفادة من معركة سيف القدس، وإن الأمور تتجه نحو الانفجار ليس فقط بالقدس، وإنما في كافة فلسطين، وربما بالعالم العربي والإسلامي".
وحول الأسباب التي دفعت محاكم الاحتلال لإصدار هذا القرار، أضاف الهدمي "ما كان لهذا القرار أن يخرج لولا الرسائل الباهتة والخذلان الذي حصل من الدول العربية والأنظمة العربية، وحكومة الأردن، ودائرة الأوقاف الإسلامية، التي لم ترفض هذه الانتهاكات منذ البداية".
عمرو: هذا القرار يثبت مدى قوة الاحتلال
بدوره، قال الباحث في شؤون القدس وتاريخها جمال عمرو لـ “القسطل” إن "محكمة الاحتلال تشرعن في قرارها ما تم سابقاً من تقسيم تاريخي وزمني، وتفوض الشرطة بحماية المستوطنين الذين يؤدون الصلاة بكافة أنواعها".
وأوضح عمرو أن هذا القرار يثبت مدى العلو الذي بلغه الاحتلال، وأنه الآن في أبهى صورة من استعراض القوة، والشعور بالانتصار.
وأضاف "نحن ندرك أن الاحتلال بهذا القرار يشعرنا بأن قياداتنا العربية والفلسطينية في أحط مستوياتها، وأنه بإمكانه أن يفرض أي فعل أكبر من ذلك وهو مطمئن بأن الأنظمة لن تتحرك، وأن بوسعه أن تكون الصلاة علنية، طوال النهار والليل".
وأكد أن الاحتلال يسعى لترسيخ التحكم بالمسجد الأقصى خطوةً خطوة وإيجاد أوقاف يهودية بديلة عن الأوقاف الإسلامية تحت اسم "إدارة شؤون جبل الهيكل".
ويعتقد عمرو بأن ما يردع الاحتلال هو ثورة شاملة ليست مقدسية وفلسطينية فقط، بل على مستوى العالم العربي والإسلامي.