"أم أسامة".. اختطفها الموت ولم تنعم بحريّة نجلها الأسير ماهر مطير
القدس المحتلة - القسطل: توفّيت "خضرة" ولم تهنأ بحضنٍ دافئ من ذاك الشاب الذي ترعرع بين أحضانها، وسرقه الاحتلال بغمضة عين ليقضي شبابه في قلاع الأسر.
سنوات طويلة بقيت محرومة من رؤيته لأسباب عديدة، إمّا بسبب إجراءات السجون، أو فيروس كورونا أو مرضها، حتى فارقت "خضرة" الحياة يوم أمس الخميس.
خضرة "أم أسامة" هي والدة الأسير المقدسي ماهر محمد علي مطير "أبو المؤمن" الذي أصبح يبلغ من العمر اليوم (48 عامًا)، وهو أب لثلاثة أبناء.
مطير من قرية بئر ماعين ومن سكان مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس المحتلة، وهو محكوم بالسجن لمدة 23 عاماً ونصف، قضى منها عشرون عامًا.
اعتقل في انتفاضة الأقصى في الـ17 من شهر تموز عام 2001، لانتمائه لشهداء الأقصى والمشاركة في عدّة عمليات ضد الاحتلال.
كانت تحمل "أم أسامة" صورته بجسدها المُتعب وتُشارك في الوقفات التضامنية مع أهالي الأسرى مطالبين بالإفراج عن أبنائهم، الذين يتعرّضون للعزل والتنكيل من إدارات السجون.
لم يتبّق سوى القليل من حُكم نجلها، الذي كبُر في السجن، وكبُر أبناؤه، تزوّجوا وأصبح ماهر جدًا، لكنّ المرض داهمها، فأتعبها، وفارقت الحياة أمس قبل أن تنعُم بحريّة نجلها.
كتب مؤمن الابن البكر للأسير: “أم أسامة هي أم الأسير ماهر محمد علي مطير، المناضل الصلب والشرس، وأحد أبرز مقاتلي شهداء الأقصى في العام 2001، فوهة بندقيته اتجهت نحو الاحتلال وقطعان مستوطنيه.. يقضي حكمًا من الوزن الثقيل في السجون الصهيونية، هو يستحق أن يشارك الجميع في تشييع جثمان والدته التي انتظرته طويلًا وكان الاحتلال الظالم وسجانوه طوال هذه السنوات الطويلة بينهم.. إلى جنان الخلد يا أم أسامة مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا”.
أما رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، كتب: “مؤلم جدًا.. وفاة والدة الأسير المقدسي ماهر مطير الذي مضى على اعتقاله 20 عامًا، حيث يقضي حكمًا بالسجن لمدة 23 عامًا ونصف.
وأضاف: “نسأل الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يربط على قلب ابنها ماهر وجميع الأحبّة”.
إن الوجع الأكبر يكمن في أن الاحتلال لن يسمح لماهر بحضن أخير وقبلة على جبين ويد والدته "خضرة" التي انتظرته سنوات طويلة.