رغم أنه معرض تطبيعي.. السلطة تروّج لمشاركتها بـ"اكسبو دبي" باستعارة اسم القدس
القدس المحتلة - القسطل: تروّج الجهات المشاركة في معرض “إكسبو 2020” المقام في دبي، والذي تُشارك فيه دولة الاحتلال، إلى أن القدس تشكّل عنوان المشاركة الفلسطينية فيه.
صحيح أن القدس حاضرة في معرض “إكسبو دبي” إلّا أن هناك محاولة لاستعارة اسمها لتبرير المشاركة فيه. أوضح مختصون أن مشاركة السلطة الفلسطينية في هذا المعرض يتناقض مع موقفها السابق بعدم المشاركة فيه، كون دولة الإمارات هي القائد لعملية التطبيع مع دولة الاحتلال.
عبيدات: المشاركة تحت اسم القدس لن تخدم القضية الفلسطينية
يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات لـ"القسطل" إن مشاركة السلطة الفلسطينية في حضور معرض "إكسبو دبي 2020" يتناقض مع الموقف الفلسطيني العام برفض التطبيع، على اعتبار أن الإمارات هي التي قادت الدول العربية إلى إقامة العلاقات التطبيعية مع دولة الاحتلال.
وأضاف أن السلطة تعبّر عن موقفها ولا تعبّر عن موقف أهل القدس، فالمقدسيون موقفهم واضح بهذا الاتجاه، حيث أنهم تصدّوا أكثر من مرة لمن جاؤوا من الإمارات ودخلوا المسجد الأقصى وغيره تحت حراسة شرطة الاحتلال.
وأكد أن هذه المشاركة تحت اسم القدس، لن تُفيد في خدمة القضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد، وهذه المشاركة هي تعبير عن أزمة تعيشها السلطة، وتريد أن تحلها على حساب الشعب لفلسطيني بالعودة إلى الحضن الإماراتي، بحسب ما قاله الكاتب عبيدات.
وبيّن أن الإمارات هي الميسر والمسهل والقائد لعملية التطبيع مع دولة الاحتلال، فالسلطة هي من طالبت بطردها (الإمارات) من الجامعة العربية، وكان لديها موقف بهذا الاتجاه ينسجم مع الموقف الفلسطيني العام برفض التطبيع.
لكن يبدو أن السلطة ليس لديها موقف مبدئي، وتتخذ موقفًا من الإمارات ينبع من احتضان الإمارات لمحمد دحلان زعيم التيار الإصلاحي، وبالتالي فإن الخلاف على خلفية الموقف من دحلان وليس على خلفية رفض عملية التطبيع.
هدمي: المشاركة تعكس التقارب الحاصل بين السلطة والإمارات
بدوره، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن مشاركة السلطة الفلسطينية في هذا المعرض، هو إظهارٌ للحقيقة بالدرجة الأولى، فهي أول من تحدثت مراراً عن رفضها للتطبيع، واليوم هي أول المطبعين، والخاذلين للقضية الفلسطينية بشكل عام.
وأشار لـ"القسطل" إلى عدم الانخداع بالتصريحات الإعلامية التي تتحدث عن رفض التطبيع ومقاومته، وقال “على العكس تمامًا نحن نرى أنها (السلطة) هي المطبع الأول في الدول العربية”.
وأكد أن هذه المشاركة تعكس التقارب الحاصل بين السلطة والإمارات، ونسيان كل الخلافات السابقة مع أن أسباب هذه الخلافات ما زالت موجودة .
وعن استخدام اسم مدينة القدس، أوضح الهدمي أنه “بدلًا مشاهدة الجميع يدافع عن العاصمة ويحاول الحفاظ عليها، للأسف، نرى الجميع يقدمها مهراً للاحتلال المجرم بكل صفاته القبيحة، ونرى استخدام اسم مدينة القدس لكي يتم التحسين من موقعها الإعلامي وأنها الراعية لمدينة القدس”.
وأكد أن أهل القدس عبّروا سابقًا وفي أكثر من مناسبة، عن رفضهم للسلطة الفلسطينية، عندما زاروا القدس والمسجد الأقصى وتم إخراجهم منه، أو بالهتافات التي كانت تخرج من حناجر المتظاهرين في باب العامود أو في الأقصى أو في أي مكان، وهذه عبّرت عن موقفهم من السلطة التي تتاجر باسم المدينة، بحسب هدمي.
وأضاف: “هؤلاء لا يمثلون مدينة القدس التي خذلوها منذ توقيعهم لاتفاقية أوسلو التي كان أحد بنودها، عدم التدخل في شؤون مدينة القدس حتى الحل النهائي”.
يشارك في هذا المعرض ما يسمى بـ”الصندوق القومي اليهودي”، وهو أحد أكبر داعمي الاستيطان في الضفة الغربية، والذي صادق مؤخراً على منْح أكثر من مليار دولار لصالح الاستيطان وتوسيعه فيها.
BDS : المشاركة الفلسطينية تشجيع على التطبيع
بدورها، أكّدت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل"، أكبر تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات، وقيادة حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS)، أنّ أي مشاركة فلسطينية عربية رسمية أو شعبية في معرض "إكسبو دبي"، الذي يحتفي بحرارة بجناح "إسرائيلي" لأوّل مرّة في أرضٍ عربية، يعد تواطؤاً وتشجيعاً على التطبيع الرسمي بين بعض الأنظمة العربية الاستبدادية والاحتلال.
وقالت اللجنة إن "المشاركة في هذا الحدث تخدم مساعي التغطية على التحالف العسكري- الأمني الإستراتيجي الناشئ بين النظام الإماراتي الخائن للقضية الفلسطينية ونظام الاستعمار- الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي لتصفية قضيتنا وحقوقنا الأساسية"، على حد قولها.
وأضافت متسائلة "هل يُعقل أن يكون لفلسطين جناح في هذا المعرض التطبيعي بامتياز؟، في الوقت الذي تتفاقم فيه عزلة النظام الإماراتي عربياً وعالمياً على الصعيد الشعبي بسبب دكتاتوريته وجرائمه بحق الشعب اليمني والعمالة الوافدة وبسبب خيانته لقضي العرب المركزية".
وشددت اللجنة على أن كلاً من الإمارات والعدو “الإسرائيلي” يستغلان المعرض لتلميع صورتهما وصرف الانتباه عن انتهاكاتهما الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن “إسرائيل” تخطط لاستخدام الدعاية لتطبيع وتبييض نظامها القمعي ضد الفلسطينيين أمام الجمهور العربي والمسلمين.
حاولت "القسطل" الحصول على تعقيب من وزارة شؤون القدس، حول المشاركة في هذا المعرض، لكنها لم تتلقّ ردًا منها.
يشار إلى أن “إكسبو” هو معرض دولي يقام كل 5 سنوات في بلد مختلف، ويستمر لمدة أقصاها 6 أشهر، وتتمحور الفكرة الأساسية له حول تبادل الأفكار والاختراعات بين مختلف بلدان العالم، وكان من المتوقع أن تستضيف دبي المعرض نهاية عام 2020، إلا أن انتشار فيروس كورونا أدى إلى تأجيل الحدث لمدة عام.