“زيتونات الأقصى”.. هل حَرم “كورونا” الطلبة من المشاركة بقطفها؟
القدس المحتلة - خاص بالقسطل: بين جنباتِه شجرات مُباركات، يستظلّ أهلُهُ بها أوقات الحرّ، وفي الشّتاء تجد أوراقَها اشتاقت للمطر وبمحيطِها برك صغيرة من المياه تعكس جماليّات المكان وجوامع المسجد المسقوفة، فتُصبح جذّابة للمصورين والعاشقين لكل تفاصيله، إنها أشجار المسجد الأقصى المبارك.
في هذه الأيام، بدأ موسم قطف أشجار الزيتون في المسجد الأقصى، إلّا أنه ليس ككل عام، فـ”كورونا” حرمت عشرات الطلّاب من المشاركة والتجمّع في هذا الوقت كالسنوات السابقة، يعملون ضمن فرق، يتسابقون من سيُنهي قطف هذه الشجرة أو تلك، لكن لجنة الزكاة تأمَل عودة الحياة إلى طبيعتها خلال الأيام القادمة.
في لقاءٍ مع أمين صندوق لجنة زكاة القدس أشرف سلهب، أوضح لـ”القسطل” أن اللجنة ترعى عملية قطف الزيتون في المسجد الأقصى منذ سنوات طويلة، وهي التي تتولّى مهمة توزيع المحصول من الزيت أو الزيتون للعائلات المستورة.
وأضاف أن المسجد الأقصى يحوي ما بين 650 إلى 700 شجرة زيتون، وبحسب توقعات المزارعين لهذا العام، فإن الأشجار لم تحمل كما الأعوام السابقة، وأن هناك شح في المحصول بنسبة ما بين 30 إلى 40 بالمائة- على وجه التقدير والتوقعات الأولية-.
وأشار لـ”القسطل” إلى أن لجنة زكاة القدس تجمع بين محصول الزيت من المسجد الأقصى والزيت الذي تشتريه من المزارعين، ثم تقوم بتوزيعه على الأسر الفقيرة والمحتاجة في مدينة القدس المحتلة، حيث أن 600 عائلة تستفيد من ذلك (ما يقارب لتر ونصف لكل عائلة).
أمّا عن قاطفي ثمار الزيتون، أوضح سلهب أن سبعة من عمال لجنة الزكاة يعملون على ذلك في هذه الأيام، وأن السنوات السابقة كانت عبارة عن تجمّعات طلابية وفعاليات تهدف اللجنة من خلالها إلى زرع المحبّة في قلوبهم لهذا المكان وانتمائهم للأرض المُباركة.
وقال إن التعاون بين لجنة الزكاة ووزارة التربية والتعليم كان يقوم على عمل نشاطات طلابية لاستشعار موسم قطف الزيتون في المسجد الأقصى وبركة المكان والتراث الفلسطيني.
إلّا أن هذا العام، وبسبب تفشي فيروس كورونا، والإغلاق الذي فرضته حكومة الاحتلال، والحصار على البلدة القديمة والمسجد الأقصى، أسباب منعت تلك الأجواء التي اعتدنا مشاهدتها في المسجد خلال موسم الزيتون، لكن يبقى الأمل بعودة الحياة كما كانت، وبعودة أحباب الأقصى والطلاب كي يملؤوا باحاته.