والدة الأسير المقدسي مراد الرجبي: "بعد اعتقاله تغيرت حياتنا"
القدس المحتلة- القسطل: "مراد كان الثاني بين أشقائه، وهو المحرك الأساسي لروح المنزل، بعد اعتقاله تغيرت حياتنا وأصبحنا عائلة عادية"، بهذه الكلمات بدأت والدة الأسير المقدسي مراد الرجبي حديثها عن نجلها.
الرجبي أسيرٌ مقدسي يبلغُ من العمر 25 عاماً، اعتقلته قوات الاحتلال عام 2016؛ بتهمة تنفيذ عملية دهس وطعن في شارع الخليل بالقدس، ويقضي حكماً بالسجن 15 عاماً.
تقول والدته ياسمين الرجبي لـ القسطل "أنجبت 4 أبناء، مراد هو الابن الثاني، كان شقياً، وكونه الأوسط بين أشقائه كان دائماً هو حركة الوصل بينهم، ويمزح معهم.. كان دائماً يُغير جو المنزل وهو المحرك الأساسي له".
وتضيف بصوتٍ وملامحٍ حزينة "بعد اعتقال مراد تغيرت حياتنا بكل صدق، أصبحنا عائلة عادية بعيدة كل البُعد عن الحركة والجو والمُزاح الذي كان يقوم به مراد".
تصف الرجبي ظروف اعتقاله بـ "القاسية"، وتشير إلى أنه محرومٌ من أبسط حقوقه واحتياجاته هو وبقية الأسرى، وإلى معاناتها المستمرة في إدخالها إلى الأسر.
"أعاني كثيراً من إدخال الكتب خلف قضبان الأسر، مراد طالب ويتعلم ويحتاج بشكلٍ مستمر للكتب، كلمّا أُريد شراء كتاب يجب أن أتأكد من تفاصيله ومتحواه، وأذهب إلى رام الله حتى أقوم بتغليفه بطريقةٍ معينة، وهذا يأخذ الكثير من الوقت والجهد".
وتردف لـ القسطل "الكثير من الملابس تعود ولا يسمحوا بإدخالها.. لا يوجد أي شيء يدخل بسهولة إلى السجن، يُحرمون من أبسط الحقوق، ويتم عقابهم على أقل شيء".
وتعود أدراجها في شريط ذاكرتها لذلك اليوم الصعب، عندما اعتدت عليهم قوات الاحتلال وحرمتهم من زيارة مراد، مدة 6 أشهر.
وتروي بألمٍ وشوقٍ كبير لنجلها "في مرة من المرات توجهنا لزيارة مراد في سجن "إيشل"، في حينها اندلعت مشكلة مع السجانين، اعتدوا علينا وألقوا قنابل الغاز، ووضعوا مراد بالعزل الانفرادي، وحُرمنا من زيارته 6 أشهر".
وتختتم حديثها موجهة رسالة لمراد وبقية الأسرى، قائلة "هم في قلب ووجدان وضمير كل فلسطيني وعربي، هم الأساس والأبطال ونحن من خلفهم، نرفع رأسنا بهم عالياً وهم أهل التضحيات".
وتُردد بأملٍ كبير "سوف تُفتح أبواب السجن يوماً ما بإرادة هؤلاء الشبان، ومعنوياتهم العالية وعطائهم".