"تخيلي أن يهدموا لك ذكرياتك؟".. المقدسية ميسر أبو الحلاوة تتحدث عن قرار تهجيرهم
القدس المحتلة- القسطل: "هذا المنزل بُني بحبٍ كبير.. كل شيء هنا أنجزناه بحب بيدي ويدّ زوجي.. تخيلي أن يهدموا لكِ ذكرياتك؟ صعب، صعب جداً"، تردد المقدسية ميسر أبو الحلاوة هذه الكلمات والدموع تنهمر من عينيها، بعد أن أخطرتها بلدية الاحتلال بإخلاء وهدم منزلها هي و 9 عائلات مقدسية أخرى في ذات البناية.
وتقول أبو الحلاوة لـ القسطل بحرقةٍ كبيرة "تعزّ عليّ كل زاوية في هذا المنزل، ليس بسهولة امتلكناه أنا وزوجي.. قبل عام أخبرتنا البلدية أننا سوف نحصل على ترخيص البناء، بدأنا أنا وزوجي بكل حب نعمل في المنزل، ونرتبه، هذا المنزل فيه حب كبير، تخيلي أن يهدم بعد كل هذا التعب؟ بعيداً عن الجانب المادي".
عندما انتقلت ميسر للعيش في هذا المنزل، كانت طفلتها مريم بضعة سنوات، وجوليا 8 أشهر، كمّا أنجبت طفلتها الثالثة إيلياء فيه، بهذا المنزل عاشت الثلاثة طفولتهن، وصنعن ذكرياتهن.
"كل ذكرياتي في هذا المنزل، بهذا المنزل خطواتهن الأولى، وكلماتهن الأولى، كبرن هنا، أحلى مرحلة بحياتهن هنا.. عندما أريد أن أحدثهن عن ذكرياتهن سأقول لهن إن: المكان مفقود".
وتستكمل بألمٍ وحسرة "وأنا أشاهد الصور على الهاتف قبل أن يُهدم المنزل يتقطع قلبي، فما بالك"... تصمت وتنهمر الدموع من عينيها وتضيف "إن شاء الله لا يهدم.. هذا تعب عمرنا".
مريم، وجوليا، وإيلياء ثلاثتهن يحملن لعبة لعبة، وكيساً يلحقُه آخر، إلى أين؟ لا يعرفن. كل ما يعلمْنه أن آلية احتلالية ستأتي لهدم المنزل، وستُغرق بالتّراب ذكرياتهن.
تجلس الطفلة إيلياء في حضن والدتها، تراقب دموعها، وتقول لـ القسطل بكلماتٍ عفوية "أنا أحب ألعابي، وأحب منزلي وكل شيء فيه، وأحب الجلوس على الشرفة".
وتتابع"لا أريد أن يهدم الاحتلال منزلي.. وحتى لو هُدم لن نخرج من هنا، أنا أحب القدس، وأستطيع أن أفعل فيها ما أشاء مع ماما وبابا".
ما بعد الشيخ جراح وسلوان والعيساوية، تعود الطور إلى الواجهة مجدداً، فليست هذه الشقق العشر وحدها التي ستُهدم، فهناك 54 منشأة ستُهدم أيضاً في البلدة ذاتها من أجل تنفيذ مخطط “الشارع الأمريكي” الاستيطاني والذي يربط مستوطنات القدس مع بعضها البعض.
ووفقاً لهذا المشروع، سلّمت بلدية الاحتلال العشرات من أوامر الهدم والإخلاء لمقدسيين في البلدة، بغية تهجيرهم تمهيداً لارتكاب مجزرة كالتي شهدتها العاصمة خلال السنوات الماضية.
. . .