"كان الوضع مؤلماً جداً".. عم الشهيد المقدسي أبو عصب يروي تفاصيل تلقيهم نبأ استشهاده
القدس المحتلة- القسطل: "كان الوضع مؤلماً جداً.. لم نصدق الحدث لكن الحمدلله رب العالمين"، بحرقةٍ كبيرة بدأ عم الشهيد عمر أبو عصب كلماته عن اللحظات الأولى من تلقيهم نبأ استشهاده، بعد تنفيذه عملية طعن مساء أمس، في شارع الواد بالبلدة القديمة.
يقول عمه يوسف أبو عصب لـ القسطل "ما بعد المغرب سمعنا خبر استشهاد نجل شقيقي عمر ولم نُصدق الحدث.. كان الوضع مؤلماً جداً ولكن الحمدلله رب العالمين.. تقبلنا قضاء الله ولله ما أخذ ولله ما أعطى.. هذه حالة الحياة".
وبعد اللحظات الأولى من تلقيهم الخبر، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، وقامت باعتقال والد الشهيد ووالدته وشقيقه، وصادرت محتويات منزلهم، ثم أفرجت عنهم لاحقاً، حسب ما أوضح.
ويتابع أبو عصب "لم يتمالك الشبان أنفسهم عندما رأوا أن قوات الاحتلال اعتقلت والدة الشهيد، واندلعت مواجهات شرسة في البلدة، أُصيب فيها ما يقارب الـ 60 شخصاً".
"عمر شاب مهذب، خلوق، تحركاته محدودة من مدرسته إلى منزله وهكذا، لا يخالط أحد.. لا أعلم ماذا حدث معه، ولكن أعتقد أن الضغوطات التي يُحدثها الاحتلال هي من تجعل الشبان يقدمون على هذه الأفعال"، بهذه الكلمات العفوية وصف أبو عصب نجل شقيقه الشهيد.
وأشار إلى أن الاحتلال كان قادراً على إصابة أو اعتقال عمر بدلاً من قتله، مُردداً: "حسب ما نشره إعلام الاحتلال فقد قام عمر بتنفيذ عملية طعن، ثم قام مستوطن بإطلاق النار عليه، كان بإمكانهم اعتقاله أو إصابته.. يوجد أمامهم الكثير من الخيارات؛ لكنه احتلال لا يرضى إلا بالقتل".
"تذكروني بالخير"
"أي حدا زعلته حقو عليّ، وبتمنى يسامحني، وتذكروني بالخير شباب"، هذه هي الكلمات الأخيرة التي أرسلها الشهيد أبو عصب لأصدقائه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول رسالة عُمر التي استشهد وهو يعمل عليها، يضيف أبو عصب "كان دائماً يوجه رسائل عن أهمية التلاحم بين الإخوان، وأن التناحر والتقاتل ليس له أي فائدة.. طلب من الجميع مسامحته".
يُشار إلى أن الفتى عمر أبو عصب (16 عاماً) قد استُشهد مساء أمس، عقب تنفيذه عملية طعن في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس، استهدف فيها عنصرين من شرطة الاحتلال، إصابتهما ما بين متوسطة وطفيفة.
وعقب ذلك، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في العيساوية عن إضراب شامل في كافة مناحي الحياة اليوم الخميس، حداداً على روح الشهيد أبو عصب.
. . .