نموذجٌ يُحتذى به.. عائلة صالحية تُعلم الاحتلال درسًا في مواجهة الهدم

نموذجٌ يُحتذى به.. عائلة صالحية تُعلم الاحتلال درسًا في مواجهة الهدم
القدس المحتلة - القسطل: رغم عدّتهم وعتادهم تصدّى محمود صالحية وعائلته قوات الاحتلال التي حاولت إخلاءه من منزله في حي الشيخ جراح، يبث روح المقاومة لكلّ من يعاني من ويلات الاحتلال. وقف مهددًا قوات الاحتلال بتفجير نفسه وأبنائه وبيته في حاول اقترب عنصر احتلالي منه، عبر اسطوانة غاز وضعها على سطحه، وسكب البنزين في محيطه، ما جعل الاحتلال يتراجع عن قراره. استطاع صالحية أن يكون نموذجًا يُحتذى به، في ظل سيطرة الاحتلال على الأراضي والمنازل المقدسية، تجريفها وهدمها، بشكل متزايد، إما بحجة عدم الترخيص، أو المنفعة العامة، أو إنشاء حدائق توراتية عليها. وقال الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري لـ القسطل إن: "هذه المحاولة التي قامت بها بلدية الاحتلال بمساعدة قوات الشرطة والجيش والوحدات الخاصة، تؤكد على أن نوايا الاحتلال لا زالت تهدف إلى إخلاء أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، من أجل تنفيذ مشروع استيطاني في الحي". ولفت الجعبري إلى أن هذه المحاولة تهدف إلى فحص ردة الفعل في الشارع الفلسطيني ولدى العائلات المقدسية، مؤكداً أنه إذا تم إخلاء عائلة صالحية من منزلها، فذلك سيكون مقدمة للعودة إلى قضية تهجير أهالي الشيخ جراح وتشريدهم المُجمد حالياً بسبب صمود الأهالي والضغوط السياسية على حكومة الاحتلال. وتابع أن: "موقف عائلة صالحية بتهديدها بحرق نفسها ومنزلها هو محاولة للتشبث في حقوقها، ورفضها للتهجير للمرة الثانية عقب تهجيرهم من عين كارم عام 1948، فمن الصعب عليهم أن يشاهدوا تهجيرهم للمرة الثانية ويصبح مصيرهم مجهولاً، ويفقدون مصدر سكنهم ورزقهم الذي يعيشون فيه منذ سنوات طويلة". وشدد الجعبري على أن الخطوة التي قامت بها عائلة صالحية مبررة ومفهومة؛ لأن صمود الأهالي بأشكالٍ مختلفة في بعض الأحيان ينجح في تجميد قرار الإخلاء. واختتم حديثه مردداً لـ "القسطل" إن: "ما قامت به العائلة شكل من أشكال النضال، وسيمنح روح مقاومة لكل شخص معرض للإخلاء في مدينة القدس".

بدوره، قال الناشط المقدسي ياسين صبيح إن ما قام به صالحية موقف حقًا يحتذى به، موقف "چدع"، فهو يدافع عن مصدر رزقه وبيته.

لكن في الوقت ذاته، يبين صبيح لـ "القسطل" أن هذا الأمر فيه مسؤولية كبيرة على أصحاب المنازل المهددة بالهدم أو الإخلاء، وكأنهم هم فقط من عليهم التصدي للاحتلال.

ويوضح أن الحاجة ملحة اليوم إلى التحرك من قبل الحراكات الشبابية والفصائل والقوى الوطنية ومنظمات العمل الوطني لإصدار موقف لمواجهة آليات السيطرة والتهجير المستمر من قبل الاحتلال.

أما الناشط المقدسي سامر أبو عيشة بيّن لـ "القسطل" أن موقف الرفض وقول الـ"لا" بصوت واضح، وتثبيت ثقافة التحدي والصمود أمام سياسات الاحتلال، جزء من مقاومة هذا المحتل ورفضه بشكل كامل، كما قال محمود صالحية اليوم رافضاً قبول التهجير كأمر واقع "نعيش ونموت بكرامة". وأكد أنه يجب أن لا يبقى موقف الرفض رهين رد الفعل على سياسات الاحتلال في القدس بما فيها التهجير بل على وجوده في الأساس على صدورنا.

وفي ذات السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات إن بلدية الاحتلال تقول إنها تصادر أرض الشيخ جراح، قطعة الأرض التي يوجد فيها مشتل ومعرض سيارات ومنشأة لتصليح السيارات وصالون حلاقة، من أجل المصلحة العامة، بالإضافة لمنزل محمود صالحية ومنزل شقيقته اللذين هجرا من قرية عين كارم في القسم الغربي من المدينة، من أجل بناء مدارس ورياض أطفال لأبناء المدينة العرب.

ويضيف أن بلدية الاحتلال لا تقول الحقيقة في هذا الجانب، بل هي في عملية المصادرة تنسق بشكل واضح مع الجمعيات الاستيطانية، فالبناية الموجودة في منطقة واد الجوز، والتي قالت بلدية الاحتلال إنه جرى مصادرتها لإقامة مدرسة ثانوية لبنات مدرسة المأمونية المقدسية، لم يتم استخدامها كمدرسة، ولكن تم وضع مكاتب تابعة لوزارة داخلية الاحتلال فيها.

وقطعة الأرض المصادرة، ستكون جزءًا من مخطط لمشروع استيطاني يضم أحياء الشيخ جراح الشرقية والغربية مع فندق "شبرد" الذي هدم وأقيم عليه 28 وحدة استيطانية يجري توسيعها لـ56 وحدة استيطانية، وقصر المفتي الذي تبلغ مساحته نحو 500 متر مربع سيتم تحويله إلى كنيس يهودي، وأرض مساحتها 25 دونماً ستتحول إلى حديقة عامة، وسيلتقي هذا المشروع الاستيطاني التهويدي مع بناية وزارة الداخلية ومشروع وادي "السيلكون" في واد الجوز، والذي يشتمل على هدم  200 ورشة تجارية ولتصليح السيارات.

المشروع الاستيطاني يأتي لعزل قرى شمال مدينة القدس عن قلب المدينة، وشلل الحركتين التجارية والاقتصادية فيها، وكذلك أن تكون بديلاً سياحياً عن فنادق القسم الشرقي من المدينة.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *