مسؤولو نقليّات وسائقون فلسطينيون يرفضون نقل مستوطنين غدًا من الشمال نحو القدس
القدس المحتلة - القسطل: رفض سائقون فلسطينيون وأصحاب شركات للحافلات عروضًا بآلاف الشواقل لنقل مستوطنين من شمال فلسطين المحتلة نحو المدينة المقدّسة يوم غد الأحد؛ لاحتفالهم بذكرى احتلال شرق القدس والمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك و"مسيرة الأعلام التهويدية".
وأوضح أحد الشبان الفلسطينيين من الداخل المحتل لـ”القسطل” أن مسؤول شركة للحافلات تلقّى اتصالًا للعمل على نقل مستوطنين من الشمال باتجاه القدس، وقَبِل ذلك، فهذا يقع ضمن عمله المعتاد، لكنه وبعد الاستيضاح أكثر حول الأمر تبيّن بأنه سينقل المستوطنين كي يحتفلوا الأحد بذكرى احتلال القدس وسيشاركوا بمسيرة الأعلام.
وتابع: “بعد أن علم صاحب الشركة بهذا الأمر، عاد واتصّل بهم، ورفض العمل معهم، فقام المستوطنون بزيادة أجرة كل حافلة (أرادوا استئجار 15 حافلة)، واستمرّ في رفضه”.
وقال له مسؤول الشركة: “أنا لو بدي أوقّف هاي الباصات، وما أشغّلها يوم الأحد، وأخسر فيها، ولا إنّي أنقلهم للقدس”.
قد تكون هذه حالة فردية لصاحب الشركة، إلّا أنه تبين أن سائقًا فلسطينيًا آخر من الداخل المحتل، تلقّى ذات العرض من مستوطنين آخرين، ورفض أيضًا عندما علم أن المسار سيكون باتجاه القدس في الـ29 من أيار (غدًا) والمشاركة في مسيرة الأعلام.
قد تصل تكلفة خروج الحافلة الواحدة من شمال بلادنا المحتلة نحو القدس، من 2400 إلى 2600 شيقل، رفضها السائقون الفلسطينيون لأنهم أصحاب مبدأ وقضية.
يقول الشاب الفلسطيني الذي شهِد على هاتين الحالتين لـ”القسطل” إنه كان سعيدًا جدًا بما جرى، وحدّث أهل بيتهم وآخرين يعملون معه عن موقف مسؤول الحافلات والسائق، كما تفاعل آخرون معهم من خلال إبداء رغبتهم في التعامل معهم بشكل مستمر.
ويضيف: “رغم أن هذا عملهم، وهم بحاجة لإعالة أُسرهم وتشغيل الحافلات كل ساعة، لكنهم تنازل عن آلاف الشواقل مقابل قضيتهم ووطنهم، ولم يعتبروا أن ما حصل خسارة أبدًا”.