3 مشاريع استيطانية جديدة تسيطر على مساحات واسعة..وتهدد الأحياء المقدسية
القدس المحتلة - القسطل: كشفت منظمة "عير عميم" الاستيطانية، اليوم الثلاثاء، عن أن لجنة التخطيط والبناء المركزية التابعة للاحتلال في القدس المحتلة، أعطت الضوء الأخضر للشروع في بناء 3 مخططات استيطانية جديدة في بلدات مختلفة من القدس.
ويقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن "الاحتلال يريد تغيير معالم القدس وتهويدها، ضمن مخطط تغيير الوجه الحضاري، والشكل العام لمدينة القدس، وطرازها المعماري".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "حكومة الاحتلال أقرت العمل على 3 مشاريع استيطانية جديدة، أخطرها مشروع الأنفاق والسكك الحديدية، الذي ناقشته وزيرة النقل «الإسرائيلية» ميري ريغيف، والذي تمت الموافقة عليه اليوم" موضحًا أن "المشروع عبارة عن تسيير قطارات ومواصلات عبر أنفاق تحت الأرض، تربط الجزء الشرقي من القدس مع الغربي، باعتبار أنها مدينة موحدة".
وأوضح أن "الخطير في الأمر هو أن هذه الأنفاق ستعمل على شعور المستوطنين بالأمان، وبالتالي زيادة توافدهم وأعدادهم، بالإضافة إلى سهولة وسرعة وصول قوات الاحتلال والمستوطنين من الجزء الغربي إلى الشرقي".
وأشار إلى أن "بعض هذه القطارات ستكون قريبة من باب العامود، والبلدة القديمة، وستصل إلى الكثير من أحياء القدس لتجزئتها وفصلها عن بعضها، ومنع تواصلها وتطورها".
وأردف أن "هذه الأنفاق تهدف إلى وصل وربط البؤر الاستيطانية في الجزء الشرقي مع الغربي، وهي نوع من محاولة تغيير هوية القدس، وفرض سيادة المستوطنين في المنطقة".
واستدرك أن"من المخططات القادمة للمشروع أن يتم ربطه مع القطارات في الساحل الفلسطيني، والتي ستصل إلى المستوطنات في الضفة الغربية، ومحيط القدس".
واستطرد بالقول إن "هذا المشروع يقع ضمن مخطط القدس الكبرى، حيث سيكون هناك قطار يصل بين تجمع مستوطنات معاليه أدوميم، وغور الأردن، في محاولة إيجاد شبكة مواصلات، لإسهال وصول المستوطنين، وعرقلة اتصال التجمعات الفلسطينية".
وأضاف أبو دياب أن "ضمن مخططات الاحتلال المكثفة اليوم في الاستيطان، هو إضافة وحدات استيطانية جديدة على أراضي بلدة بيت حنينا".
وأشار إلى أن "الحكومة الحالية تحاول تسمين وزيادة الوحدات الاستيطانية في مستوطنة راموت على أراضي بلدة بيت حنينا، وأعلنت عن إقامة 1700 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة، حيث أن البلدة تقع ضمن مشروع القدس الكبرى".
وأكد أن "الاحتلال يستهدف بلدة بيت حنينا القديمة، ويعمل على تحويلها إلى منطقة عسكرية، وقد سلب وصادر جزءًا كبيرًا من أراضيها وأقام مستوطنة راموت، التي يعمل على توسعتها من كل الاتجاهات" مشيرًا إلى أن "جزء من أراضي بيت حنينا يستعملها الاحتلال لتدريبات قوات الاحتلال، من الشرطة وحرس الحدود، ويريد أن يصفي الوجود العربي كي تكون جزءًا من المستوطنات والجزء الآخر لمواقع تدريب عسكري لقوات الاحتلال".
وأردف بالقول إن "عين الاحتلال تتسلط نحو هذه المنطقة؛ لأنها تقع بين عدة مستوطنات، وهو يريد أن يوصل المستوطنات ببعضها، ولذلك يعمل على إبعاد وطرد وتهجير السكان المقدسيين في المنطقة؛ ليتسنى لهم ضم هذه المستوطنات وتوصيلها وحرمان المقدسيين من التواصل".
ويقول الباحث المختص في شؤون القدس، جمال عمرو إن "حكومة الاحتلال تعمل على إنجاز المشاريع الاستيطانية، بشكل متسارع وملحوظ، وتجتمع الحكومة من أجل مشروع الحوض المقدس خاصة، وهو كل الأراضي المحيطة والمطلة على المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف أن "هناك عدد هائل من المشاريع الخطيرة، التي تعمل على تهويد المشهد التاريخي والعمراني والديني للقدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك، قد أقرت في الفترة القريبة".
وكشف عمرو لـ"القسطل" أن " لجنة التخطيط والبناء المركزية التابعة للاحتلال في القدس المحتلة، قد وافقت على مخطط لبناء 400 وحدة استيطانية جديدة، في حي استيطاني جديد يخطط إنشاؤه داخل بلدة أبوديس، شرقي القدس المحتلة".
وأوضح أن "الحي الجديد الذي يطلق عليه اسم «كيدمات تسيون»، من المقرر أن يتم بناؤه على قطعة أرض كبيرة بالقرب من الجدار الأمني في أبو ديس، بدعم من شخصيات مؤيدة للاستيطان".
وأردف بالقول: "نحن أمام حكومة فاشية عنصرية، تندفع بسرعة فائقة متغولة في الأراضي المقدسية، ونشاهد وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير، وهو يتحدى قرارات جامعة الدول العربية، ويقول لهم «أنتم تكلموا فقط، أما نحن نفعل، الفعل لنا نحن الإسرائيليين»".
وحول الاقتحامات المتكررة من وزراء الاحتلال للأقصى، وزيادة المخططات الاستيطانية في المنطقة، يقول عمرو إن "حكومات الاحتلال السابقة لم تتجرأ على اقتحام المسجد الأقصى، عن طريق إرسال شخصيات خاصة، ووزراء، إلا أن هذا العام شهد وقاحة بالغة، حيث حيث اقتحم بن غفير المسجد الأقصى، وقام بالعربدة فيه، ووصف الأقصى بأنه أقدس مكان لليهود، وقال شكرًا للشعب اليهودي، والآن علينا أن ننطلق في تهويد بقية المناطق، النقب، والجليل والضفة الغربية".
وتشير إحصائيات "القسطل" إلى أن القدس تشهد إقرار عدة مشاريع استيطانية في الفترة القريبة، بينها إضافة 4 آلاف و900 وحدة استيطانية إلى المدينة، وإقرار بناء 9 آلاف وحدة أخرى في منطقة "عطروت" شمال القدس المحتلة.