في محاولة لتغيير المعالم الأثرية والتاريخية.. الاحتلال يستغل انتشار كورونا للحفر تحت الأقصى
القدس المحتلة - القسطل: تقوم آليات الاحتلال "الإسرائيلي" بأعمال حفر في ساحة البراق وقرب باب المغاربة، الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف أساسات المسجد الأقصى المبارك وهدمه، وتستغل قوات الاحتلال"الإسرائيلي" إجراءات الإغلاق التي تفرضها بذريعة منع تفشي فيروس كورونا، للحفر جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك.
وصرّح مدير مؤسسة تنمية الشباب في جمعية الدراسات العربية "ماهر الجعبري" لموقع "القسطل" أن الاحتلال "الإسرائيلي" يستفيد من جائحة كورونا لاستمرار تنفيذ سياسته في القدس وخاصة المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وأشار الجعبري إلى أن الاحتلال قام باغلاق المسجد الأقصى في بداية انتشار فيروس كورونا، لأكثر من ٦٠ يوما بالاتفاق مع الحكومة الاردنية، وبعد ذلك قام بالتضييق على دخول المصلين إلى داخل المسجد من خلال السماح فقط لسكان البلدة القديمة بالدخول.
وقال الجعبري ل"القسطل" إن الاحتلال "الإسرائيلي" استغل الجائحة وتحديد الداخلين إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، للاستمرار في الحفريات، خاصة في ساحة البراق والجهة الغربية من المسجد الأقصى، مضيفاً أنه حسب المؤشرات المادية في السقالات غرب سور الأقصى وساحة البراق تتم الآن أعمال ضخمة من الحفريات والبناء.
وأكد أن الاحتلال يسعى إلى استغلال الإغلاق في تغيير المعالم الأثرية والتاريخية بالإضافة إلى العمل على فتح أنفاق جديدة أسفل المسجد الاقصى، مستغلا بذلك تغييب الأوقاف الإسلامية والتفاهم مع الحكومة الأردنية لإحداث تغيير مضاعف في استراتيجيتها بالسيطرة على المسجد الأقصى.
وأشار الجعبري إلى أن الأردن يستطيع وقف الحفريات بفعل علاقاته مع "إسرائيل" إذا ما توفرت لديه الإرادة السياسية، إضافة إلى الينيسكو وهي مسؤولة عالمياً عن هذا المكان، وضرورة استمرار الإرادة الشعبية في الدفاع عن المسجد الأقصى.
من جهته، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، في بيان له من خطورة استغلال إجراءات الإغلاق التي تفرضها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بحجة كورونا.
وأكد المفتي حسين على أن هذه الحفريات مستمرة ولم تتوقف، لكنها زادت في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد.
وأضاف أن الحفريات الحالية تأتي ضمن مساعي سلطات الاحتلال لاستكمال تهويد جنوب غرب المسجد الأقصى.
وناشد المفتي المواطنين وحراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته بضرورة أخذ الحيطة والحذر للتصدي لمحاولات المس بالمسجد الأقصى المبارك.
ونوّه إلى أن هذه السلطات تعمل على إشغال المواطنين بأمور وقضايا أخرى تخص حياتهم اليومية لتشغلهم عن متابعة ما تقوم به من اعتداءات دون رقيب أو حسيب، ضمن خطتها إلى تهويد المدينة المقدسة ومصادرة البيوت وهدمها.
وطالب المفتي المنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية والجهات المؤثرة في صنع القرار العالمي للعمل على وقف هذه الاعتداءات قبل فوات الأوان.
كما وأدان سماحته اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وأدائهم طقوساً دينية في باحاته، بحماية سلطات الاحتلال، في مقابل منع المصلين المسلمين من الدخول إليه.
وفي وقت سابق استنكرت الخارجية الأردنية الحفريات في ساحة حائط البراق، وطالبت سلطات الاحتلال بوقف الحفريات في ساحة حائط البراق فورًا، مشيرةً أن الأوقاف الأردنية هي صاحبة الاختصاص الحصري في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى.
من جهتها حذرت دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، من استمرار الاحتلال بمشاريعه في تهويد ساحة البراق وجنوب غرب المسجد الأقصى المبارك.
يذكر أنه شوهد يوم أمس الأحد، جرافة وحفارًا كبيرًا وآلات ضخمة شوهدت عند بداية الجسر الخشبي في ساحة البراق الشريف، ورصد اهتزازت إلى مسامع المواطنين.
. . .