الأهمية التاريخية للمناطق التي اندلعت بها الحرائق في جبال القدس
القدس المحتلة- القسطل: شكلت المناطق التي اندلعت بها الحرائق في جبال القدس أهمية تاريخية على مدار السنوات؛ فقد كانت الحامية للجهة الغربية من مدينة القدس، ووقفت بوجه الغزاة مراتٍ عديدة.
وعن هذه الأهمية قال الخبير في تاريخ القدس والمسجد الأقصى جمال عمرو لـ القسطل إن "جبال القدس والمناطق التي اشتعلت بها النيران هي جزء لا يتجزأ من مدينة القدس التاريخية، فالقدس كانت مكونة من الأحياء والبلدات والقرى، وفي هذا الشطر الغربي من القدس كان هناك 39 حي فلسطيني، لها تاريخ يعود إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح، وبعضاً منها كان عمره 2000 عام، وبعضاً منها كان حديث".
وأضاف "هذه الأحياء هي تابعة لمحافظة القدس وليس للمدينة بحد ذاتها، تقع بين القدس ويافا، ولها أهمية خاصة فقد كانت صمود للقدس وحامية لها من الناحية الغربية من أي غزاة يأتون، ابتداءً من عهد نابليون ولغاية شهر نيسان- أبريل عام 1948 بعد وقوع مذبحة دير ياسين وهي منطقة اشتعلت بها النيران في الحرائق".
وأوضح عمرو أن "هذه المنطقة لها تاريخ وأمجاد ومالكين، ما زالوا يذكرون بلداتهم ويحلمون بالعودة لها، وشكلوا جمعيات من أجل ذلك، مثل جمعية لفتا والمالحة وعين كارم".
وأكد أن الإسرائيليين تعمدوا نشر وزراعة مكثفة جداً للأشجار الصنوبرية في الجبال الفلسطينية تحديداً فوق الأحياء والقرى الفلسطينية من أجل إخفاء معالمها، فأسفل هذه الأشجار تقع قبور أجداد الفلسطينيين ومنازلهم وحقولهم الزراعية التي تعمد الاحتلال طمسها، وقال "لذلك لا يشعر الفلسطينيون في نفوسهم بتعاطف كبير مع هذه الأشجار عندما تشتعل".
وقبل زراعة الجبال بالأشجار الصنوبرية كانت المنطقة تعج بأشجار التين والصبر والعنب واللوزيات بكل أشكالها.
ويعتقد عمرو أنه بعد هذا الحريق سيتفقد الفلسطينيون المناطق ويجدون ما أجمع عليه علماء الآثار حول تاريخ هذه السلاسل، بعد جدالٍ طويل قامت به "سلطة الآثار الصهيونية" التي تنفي أن السلاسل الجبلية قد بناها الفلسطينيون.
وأضاف "الآن حصل قدرة هائلة جداً على البحث العلمي وتعريض التربة التي تقع تحت السلاسل الجبلية إلى المختبرات والفحص المخبري بنظام الإشعاع ليتبين بأنها بناء فلسطيني كنعاني عربي بامتياز، كما أظهر البحث الذي صدم الاحتلال بأنه ليس لهم أي علاقة ببناء هذه السلاسل".
ويعتقد أنه سوف يتفحص الفلسطينيون ما تبقى من سلاسل، مساجد، كنائس، قبور وآثار قبل أن يتم إزالتها مرة أخرى بفعل فاعل، أو اعادة استنبات الغابات مجدداً لتخفي الحقيقة من أن هذه الأرض فلسطينية تاريخياً، وتتكلم فلسطيني عربي، وهي عربية بامتياز.
واختتم عمرو قوله مؤكداً أن "الكشف الرباني قد حصل بعد اختراق طبقة التزييف، فجميع مناطق العالم تشتعل لكن فلسطين لها نكهة خاصة تكشف عن أسرار جيل سياسية، وجغرافية فلسطينية تم تغطيتها بفعل فاعل".
. . .