فقط على حاجز قلنديا شمال القدس .. طريق الربع ساعة تتحول لساعتين!

عذاب يوميّ وأوقات ضائعة.. أهلًا بكم في حاجز قلنديا شمال القدس!

عذاب يوميّ وأوقات ضائعة.. أهلًا بكم في حاجز قلنديا شمال القدس!
أزمة حاجز قلنديا

القدس المحتلة – القسطل لا ينفكّ سعي الاحتلال لتكدير حياة المقدسيين، وجعل حياتهم أشقّ؛ حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، مثال صارخ في هذا السياق، فالطريق الذي لا يحتاج أكثر من بضع دقائق لاجتيازه، يتطلّب نحو ساعتين من الانتظار لاجتيازه.

ومع انطلاق العام الدراسي الجديد، واقتراب حلول الشتاء، تتفاقم معاناة 150 ألف نسمة جلّهم من المقدسيين الذين يقطنون منطقة كفرعقب وسميراميس وقلنديا، ويعانون أزمات إضافية داخل الجدار.


مرور يومي عبر الحاجز

تضطر المقدسية هبة نبيل من سكان كفر عقب، للخروج منزلها الخامسة والنصف فجرًا، لتصل مكان عملها قبل السابعة صباحًا. وتقول لـ "القسطل" إنّ أزمة حاجز قلنديا تشكّل لها كابوسًا، وتأخذ منها عدّة ساعات يوميًا، الأمر الذي لا يتيح لها الجلوس مع عائلتها.

الطالبة رنيم يحيى من سكان مخيم قلنديا، تدرس في مدرسة ببلدة بيت حنينا في القدس، تعبر الحاجز عدة أيام أسبوعيًا. تقول إنها كانت تضطر للخروج من البيت عند السادسة صباحًا، لتصل المدرسة عند الثامنة والنصف، خاصّة عندما تتعطّل مركبة والدها، الأمر الذي يُشعرها بتعب وضغط شديدين، ويتسبب بضياع حصص تعليمية عليها.

ويمنع الاحتلال حافلات الطلبة من المرور عبر حاجز قلنديا، الأمر الذي يُحتّم عليه عبوره سيرًا على الأقدام، والمشي لعدة دقائق، عدا عن التفتيش والانتظار والتنكيل الذي يتعرّضون له.

معاناة استخدام الحاجز من كبار السن

وتتواجد على حاجز قلنديا حافلات "رام الله - القدس" المخصصة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، وللأطفال دون 12 عامًا، وللحوامل فقط، وله مسرب خاص يختلف عن مسرب بقيّة المركبات.

"كانت الساعة 9 صباحًا، على الحاجز، ويفترض أن ذروة الأزمة الصباحية أثناء عبور طلبة المدارس والعمال، قد انتهت. هناك التقيت بقريبتي، وركبنا الحافلة، وانتظرنا على البوابة الحديدية المخصصة للحافلات قرابة 20 دقيقة. مع أنه لم يكن أمامنا أي حافلة"، تروي أم عبد الشريف (52 عامًا) من سكان مخيم قلنديا حكاية معاناتها مع حاجز قلنديا، لـ "القسطل".

وتضيف: "فتحت البوابة ودخل الباص إلى الحاجز ثم انتظرنا 5 دقائق أخرى للتفتيش. وصلنا بعدها إلى موقف الباصات غرب الحاجز (مطار قلنديا سابقًا)، وأمرنا السائق بالنزول من الباص لانتظار باص آخر! رغم أن كل الركاب فوق سنّ الـ 45 أو من الأطفال والحوامل، وقد مكثنا ساعة في الانتظار قبل قطع الحاجز".

ولا يُسمح لسائقي الحافلات بتوصيل الركّاب إلى القدس مباشرة بعد حاجز قلنديا، ما فاقم معاناة الركّاب في ظل الانتظار وركوب الحافلات لمرتين.


حلول مقترحة لأزمة قلنديا

ورغم افتعال الاحتلال للأزمات ضمن سياسة ممنهجة للتنكيل بالمقدسيين والضغط عليهم، إلا أنّ ثمة ما يعمّق الأزمة ويضاعفها على الطريق المؤدية إلى الحاجز.

يقول الناشط محمد جمال أبو خضير إن عددًا من السائقين يركنون مركباتهم عكس الطريق، ما يفاقم الأزمة، وهناك من يحوّل الشارع إلى ثلاث مسارات رغم أنّه مخصص لمسارين فقط.

ويؤكد أبو خضير على ضرورة فتح مسربي الشارع في كل اتجاه، وإزالة تعديات الناس وأصحاب المحلات على حرم الشارع، لتخفيف الأزمة، ويتساءل أبو خضير عن دور السلطة الفلسطينية في تنظيم حركة السير، لا سيما وأنّ الاحتلال يتعمّد إبقاء المنطقة في حالة من الفوضى.

ويطالب المقدسيون عبر عدة جهات بفتح مسرب الحافلات يوميًا من السادسة صباحًا وحتى التاسعة مساءً، وإلغاء نظام (المقصات) على الحواجز، وتوسعة مسرب الدخول والخروج، وإزالة التعديات.

وتضاف أزمة المرور عبر حاجز قلنديا، لسلسلة أزمات وهموم يُثقل الاحتلال بها كاهل المقدسيين، تجعلهم في ضغط يسعون للخلاص منه.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: